وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( وإن لكم في الأنعم لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون [ 21 ] وعليها وعلى الفلك تحملون [ 22 ] ) .
هذا العطف مثل عطف جملة ( وأنزلنا من السماء ) ففيه كذلك استدلال ومنة .
والعبرة : الدليل لأنه يعبر من معرفته إلى معرفة أخرى . والمعنى : إن في الأنعام دليلا على انفراد الله تعالى بالخلق وتمام القدرة وسعة العلم .
والأنعام تقدم أنها الإبل في غالب عرف العرب .
وجملة ( نسقيكم مما في بطونها ) بيان لجملة ( وإن لكم في الأنعام لعبرة ) فلذلك لم تعطف لأنها في موقع المعطوف عطف البيان .
والعبرة حاصلة من تكوين ما في بطونها من الألبان الدال عليه ( نسقيكم ) . وأما ( نسقيكم ) بمجرده فهو منة . وقد تقدم نظير هذه الآية مفصلا في سورة النحل .
وجملة ( ولكم فيها منافع كثيرة ) وما بعدها معطوفة على جملة ( نسقيكم مما في بطونها ) فإن فيه بقية بيان العبرة وكذلك الجمل بعده . وهذه المنافع هي الأصواف والأوبار والأشعار والنتاج .
وأما الأكل منها فهو عبرة أيضا إذ أعدها الله صالحة لتغذية البشر بلحومها لذيذة الطعم وألهم إلى طريقة شيها وصلقها وطبخها وفي ذلك منة عظيمة ظاهرة .
وكذلك القول في معنى ( وعليها تحملون ) فإن في ذلك عبرة بإعداد الله تعالى إياها لذلك وفي ذلك منة ظاهرة . والحمل صادق بالركوب وبحمل الأثقال .
وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم بفتح النون وقرأه الباقون عدا أبا جعفر بضم النون يقال : سقاه وأسقاه بمعنى وقرأه أبو جعفر بتاء التأنيث مفتوحة على أن الضمير للأنعام .
وعطف ( وعلى الفلك ) إدماج وتهيئة للتخلص إلى قصة نوح .
( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون [ 23 ] فقال ألملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين [ 24 ] إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين [ 25 ] ) لما كان الاستدلال والامتنان اللذان تقدما موجهين إلى المشركين الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم واعتلوا لذلك بأنهم لا يؤمنون برسالة بشر مثلهم وسألوا إنزال ملائكة ووسموا الرسول E بالجنون فلما شابهوا بذلك قوم نوح ومن جاء بعدهم ناسب أن يضرب لهم بقوم نوح مثل تحذيرا مما أصاب قوم نوح من العذاب . وقد جرى في أثناء الاستدلال والامتنان ذكر الحمل في الفلك فكان ذلك مناسبة للانتقال فحصل بذلك حسن التخلص فيعتبر ذلك قصص الرسل إما استطرادا في خلال الاستدلال على الوحدانية وإما انتقالا كما سيأتي عند قوله تعالى ( وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار ) .
وتصدير الجملة بلام القسم تأكيد للمضمون التهديدي من القصة فالمعنى تأكيد الإرسال إلى نوح وما عقب به ذلك .
وعطف مقالة نوح على جملة إرساله بفاء التعقيب لإفادة أدائه رسالة ربه بالفور من أمره وهو شأن الامتثال .
وأمر ه قومه بأن يعبدوا الله يقتضي أنهم كانوا معرضين عن عبادة الله بأن أقبلوا على عبادة أصنامهم ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر حتى أهملوا عبادة الله ونسوها . وكذلك حكيت دعوة نوح قومه في أكثر الآيات بصيغة أمر بأصل عبادة الله دون الأمر بقصر عبادتهم على الله مع الدلالة على أنهم ما كانوا ينكرون وجود الله ولذلك عقب كلامه بقوله ( مالكم من إله غيره ) .
ويدل على هذا قولهم ( ولو شاء الله لأنزل ملائكة ) فهم مثبتون لوجود الله . فجملة ( مالكم من إله غيره ) في موقع التعليل للأمر بعبادته وهو تعليل أخص من المعلل وهو أوقع لما فيه من الإيجاز لاقتضائه معنى : اعبدوا الله وحده . فالمعنى : اعبدوا الله الذي تركتم عبادته وهو إلهكم دون غيره فلا يستحق غيره العبادة فلا تعبدوا أصنامكم معه .
و ( غيره ) نعت ل ( إله ) قرأه الجمهور بالرفع على اعتبار محل المنعوت ب ( غير ) لأن المنعوت مجرور بحرف جر زائد . وقرأه الكسائي بالجر على اعتبار اللفظ المجرور بالحرف الزائد .
A E