وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وتأكيد الخبر بلام القسم وحرف التحقيق مراعى فيه التعريض بالمشركين المنزلين منزلة من ينكر هذا الخبر لعدم جريهم على موجب العلم .
والخلق : الإنشاء والصنع قد تقدم في قوله ( قال كذلك الله يخلق ما يشاء ) في آل عمران . والمراد بالإنسان يجوز أن يكون النوع الإنسان ي . وفسر به ابن عباس ومجاهد فالتعريف للجنس . وضمير ( جعلناه ) عائد إلى الإنسان .
A E والسلالة : الشيء المسلول أي المنتزع من شيء آخر يقال : سللت السيف إذا أخرجته من غمده . فالسلالة خلاصة من شيء ووزن فعالة ؟ يؤذن بالقلة مثل القلامة والصبابة .
و ( من ) ابتدائية أي خلقناه منفصلا وآتيا من سلالة فتكون السلالة على هذا مجموع ماء الذكر والأنثى المسلول من دمهما .
وهذه السلالة هي ما يفرزه جهاز الهضم من الغذاء حين يصير دما ؛ فدم الذكر حين يمر على غدتي التناسل ( الأنثيين ) تفرز منه الأنثيان مادة دهنية شحمية تحتفظ بها وهي التي تتحول إلى مني حين حركة الجماع فتلك السلالة مخرجة من الطين لأنها من الأغذية التي أصلها من الأرض . ودم المرأة إذا مر على قناة الرحم ترك فيها بويضات دقيقة هي بذر الأجنة . ومن اجتماع تلك المادة الدهنية التي في الأنثيين مع البويضة من البويضات التي في قناة الرحم يتكون الجنين فلا جرم هو مخلوق من سلالة من طين .
وقوله ( ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ) طور آخر للخلق وهو طور اختلاط السلالتين في الرحم . سميت سلالة الذكر نطفة لأنها تنطف أي تقطر في الرحم في قناة معروفة وهو القرار المكين .
ف ( نطفة ) منصوب على الحال وقوله ( في قرار مكين ) هو المفعول الثاني ل ( جعلناه ) . و ( ثم ) للترتيب الرتبي لأن ذلك الجعل أعظم من خلق السلالة . فضمير ( جعلناه ) عائد إلى الإنسان باعتبار أنه من السلالة فالمعنى : جعلنا السلالة في قرار مكين أي وضعناها فيه حفظا لها ولذلك غير في الآية التعبير عن فعل الخلق إلى فعل الجعل المتعدي ب ( في ) بمعنى الوضع .
والقرار في الأصل : مصدر قر إذا ثبت في مكانه . وقد سمي به هنا المكان نفسه . والمكين : الثابت في المكان بحيث لا يقلع من مكانه فمقتضى الظاهر أن يوصف بالمكين الشيء الحال في المكان الثابت فيه . وقد وقع هنا وصفا لنفس المكان الذي استقرت فيه النطفة على طريقة المجاز العقلي للمبالغة وحقيقته مكين حاله . وقد تقدم قوله تعالى ( أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ) في سورة الكهف وقوله ( فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ) في سورة الحج .
ويجوز أن يراد بالإنسان في قوله ( ولقد خلقنا الإنسان ) آدم . وقال بذلك قتادة فتكون السلالة الطينة الخاصة التي كون الله منها آدم وهي الصلصال الذي ميزه من الطين في مبدإ الخليقة فتلك الطينة مسلولة سلا خاصا من الطين ليتكون منها حي وعليه فضمير ( جعلناه نطفة ) على هذا الوجه عائد إلى الإنسان باعتبار كونه نسلا لآدم فيكون في الضمير استخدام ويكون معنى هذه الآية كمعنى قوله تعالى ( وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) .
وحرف ( ثم ) في قوله تعالى ( ثم خلقنا النطفة علقة ) للترتيب الرتبي إذ كان خلق النطفة علقة أعجب من خلق النطفة إذ صير الماء السائل دما جامدا فتغير بالكثافة وتبدل اللون من عوامل أودعها الله في الرحم .
ومن إعجاز القرآن العلمي تسمية هذا الكائن العلقة فإنه وضع بديع لهذا الاسم إذ قد ثبت في علم التشريح أن هذا الجزء الذي استحالت إليه النطفة هو كائن حي له قوة امتصاص القوة من دم الأم بسبب التصاقه بعروق في الرحم تدفع إليه قوة الدم . والعلقة : قطعة من دم عاقد .
والمضغة : القطعة الصغيرة من اللحم مقدار اللقمة التي تمضغ . وقد تقدم في أول سورة الحج كيفية تخلق الجنين .
وعطف جعل العلقة مضغة بالفاء لأن الانتقال من العلقة إلى المضغة يشبه تعقيب شيء عن شيء إذ اللحم والدم الجامد متقاربان فتطورهما قريب وإن كان مكث كل طور مدة طويلة .
وخلق المضغة عظاما هو تكوين العظام في داخل تلك المضغة وذلك ابتداء تكوين الهيكل الإنسان ي من عظم ولحم وقد دل عليه قوله ( فكسونا العظام لحما ) بفاء التفريع على الوجه الذي قرر في عطف ( فخلقنا المضغة ) بالفاء .
A E