وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور ( فلا يخاف ) بصيغة المرفوع بإثبات ألف بعد الخاء على أن الجملة استئناف غير مقصود بها الجزاء كأن انتفاء خوفه أمر مقرر لأنه مؤمن ويعمل الصالحات . وقرأه ابن كثير بصيغة الجزم بحذف الألف بعد الخاء على أن الكلام نهي مستعمل في الانتفاء . وكتبت في المصحف بدون ألف فاحتملت القراءتين . وأشار الطيبي إلى أن الجمهور توافق قوله تعالى ( وقد خاب من حمل ظلما ) في أن كلتا الجملتين خبرية . وقراة ابن كثير تفيد عدم التردد في حصول أمنه من الظلم والهضم أي في قراءة الجمهور خصوصية لفظية وفي قراءة ابن كثير خصوصية معنوية .
ومعنى ( لا يخاف ظلما ) لا يخاف جزاء الظالمين لأنه آمن منه بإيمانه وعمله الصالحات .
والهضم : النقص أي لا ينقصون من جزائهم الذي وعدوا به شيئا كقوله ( وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ) .
ويجوز أن يكون الظلم بمعنى النقص الشديد كما في قوله ( ولم تظلم منه شيئا ) أي لا يخاف إحباط عمله وعليه يكون الهضم بمعنى النقص الخفيف وعطفه على الظلم على هذا التفسير احتراس .
( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا [ 113 ] فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما [ 114 ] ) عطف على جملة ( كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق ) والغرض واحد وهو التنويه بالقرآن . فابتدئ بالتنويه به جزئيا بالتنويه بقصصه ثم عطف عليه التنويه به كليا على طريقة تشبه التذييل لما في قوله ( أنزلناه قرآنا عربيا ) من معنى عموم ما فيه .
والإشارة ب ( كذلك ) نحو الإشارة في قوله ( كذلك نقص عليك ) أي كما سمعته لا يبين بأوضح من ذلك .
و ( قرآنا ) حال من الضمير المنصوب في ( أنزلناه ) , وقرآن تسمية بالمصدر . والمراد المقروء أي المتلو وصار القرآن علما بالغلبة على الوحي المنزل على محمد A بألفاظ معينة متعبدا بتلاوتها يعجز الإتيان بمثل سورة منها . وسمي قرآنا لأنه نظم على أسلوب تسهل تلاوته . ولوحظ هنا المعنى الاستقاقي قبل الغلبة وهو ما تفيده مادة قرأ من يسر تلاوته ؛ وما ذلك إلا لفصاحة تأليفه وتناسب حروفه . والتنكير يفيد الكمال أي أكمل ما يقرأ .
و ( عربيا ) صفة ( قرآنا ) . وهذا وصف يفيد المدح لأن اللغة العربية أبلغ اللغات وأحسنها فصاحة وانسجاما . وفيه تعريض بالامتنان على العرب وتحميق للمشركين منهم حيث أعرضوا عنه وكذبوا به قال تعالى ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ) .
والتصريف : التنويع والتفنين . وقد تقدم عند قوله تعالى ( أنظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون ) في سورة الأنعام وقوله ( ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا ) في سورة الإسراء .
وذكر الوعيد هنا للتهديد ولمناسبة قوله قبله ( وقد خاب من حمل ظلما ) .
A E والتقوى : الخوف . وهي تستعمل كناية عن الطاعة لله أي فعلنا ذلك رجاء أن يؤمنوا ويطيعوا . والذكر هنا بمعنى التذكر أي فعلنا ذلك رجاء أن يؤمنوا ويطيعوا . والذكر هنا بمعنى التذكر أي يحدث لهم القرآن تذكرا ونظرا فيما يحق عليهم أن يختاروه لأنفسهم .
وعبر ب ( يحدث ) إيماء إلى أن الذكر ليس من شأنهم قبل نزول القرآن فالقرآن أوجد فيهم ذكرا لم يكن من قبل قال ذو الرمة : .
ولما جرت في الجزل جريا كأنه ... سنا الفجر أحدثنا لخالقها شكرا و ( لعل ) للرجاء أي أن حال القرآن أن يقرب الناس من التقوى والتذكر بحيث يمثل شأن من أنوله وأمر بما فيه بحال من يرجو فيلفظ بالحرف الموضوع لإنشاء الرجاء . فحرف ( لعل ) استعارة تبعية تنبئ عن تمثيلية مكنية . وقد مضى معنى ( لعل ) في القرآن عند قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) في سورة البقرة .
وجملة ( فتعالى الله الملك الحق ) معترضة بين جملة ( وكذلك أنزلناه ) وبين جملة ( ولا تعجل بالقرآن ) . وهذا إنشاء ثناء على الله منزل القرآن وعلى منة هذا القرآن وتلقين لشكره على ما بين لعباده من وسائل الإصلاح وحملهم عليه بالترغيب والترهيب وتوجيهه إليهم بأبلغ كلام وأحسن أسلوب فهو مفرع على ما تقدم من قوله ( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا... ) إلى آخرها