وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واستثناء ( من أذن له الرحمان ) من عموم الشفاعة باعتبار أن الشفاعة تقتضي شافعا لأن المصدر فيه معنى الفعل فيقتضي فاعلا أي إلا أن يشفع من أذن له الرحمان في أن يشفع فهو استثناء تام وليس بمفرغ .
واللام في ( أذن له ) لام تعدية فعل ( أذن ) مثل قوله ( قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم ) . وتفسير هذا ما ورد في حديث الشفاعة من قول النبي A : " فيقال لي : سل تعطه واشفع تشفع " .
وقوله ( ورضي له قولا ) عائد إلى ( من أذن له الرحمان ) وهو الشافع . واللام الداخلة على ذلك الضمير لام التعليل أي رضي الرحمان قول الشافع لأجل الشافع أي إكراما له كقوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ) . فإن الله ما أذن للشافع بأن يشفع إلا وقد أراد قبول شفاعته فصار الإذن بالشفاعة وقبولها عنوانا على كرامة الشافع عند الله تعالى .
والمجرور متعلق بفعل ( رضي ) . وانتصب ( قولا ) على المفعولية لفعل ( رضي ) لأن ( رضي ) هذا يتعدى إلى الشيء المرضي به بنفسه وبالباء .
وجملة ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) مستأنفة بيانية لجواب سؤال من قد يسأل بيان ما يوجب رضى الله عن العبد الذي يأذن بالشفاعة فيه . فبين بيانا إجماليا بأن الإذن بذلك يجري على ما يقتضيه علم الله بسائر العبيد وبأعمالهم الظاهرة فعبر عن الأعمال الظاهرة بما بين أيديهم لأن شأن ما بين الأيدي أن يكون واضحا وعبر عن السرائر بما خلفهم لأن شأن ما يجعل خلف المرء أن يكون محجوبا . وقد تقدم ذلك في آية الكرسي فهو كناية عن الظاهرات والخفيات أي فيأذن لمن أراد تشريفه من عباده المقربين بأن يشفع في طوائف مثل ما ورد في الحديث ( يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ) أو بأن يشفع في حالة خاصة مثل ما ورد في حديث الشفاعة العظمى في الموقف لجميع الناس بتعجيل حسابهم .
وجملة ( ولا يحيطون به علما ) تذييل للتعليم بعظمة علم الله تعالى وضآلة علم البشر نظير ما وقع في آية الكرسي .
وجملة ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) معطوفة على جملة ( وخشعت الأصوات للرحمن ) أي ظهر الخضوع في الأصوات والعناء في الوجوه .
والعناء : الذلة وأصله الأسر والعاني : الأسير . ولما كان الأسير ترهقه ذلة في وجهه أسند العناء إلى الوجوه على سبيل المجاز العقلي والجملة كلها تمثيل لحال المجرمين الذين الكلام عليهم من قوله ( ونحشر المجرمين يومئذ رزقا ) فاللام في ( الوجوه ) عوض عن المضاف إليه أي وجوههم كقوله تعالى ( فأن الجحيم هي المأوى ) أي لهم . وأما وجوه أهل الطاعات فهي وجوه يومئذ ضاحكة مستبشرة .
A E ويجوز أن يجعل التعريف في ( الوجوه ) على العموم . ويراد ب ( عنت ) خضعت أي خضع جميع الناس إجلالا لله تعالى .
والحر : الذي ثبت له وصف الحياة وهي كيفية حاصلة لأرقى الموجودات وهي قوة للموجود بها بقاء ذاته وحصول إدراكه أبدا أو إلى أمد ما . والحياة الحقيقية هي حياة الله تعالى لأنها ذاتية غير مسبوقة بضدها ولا منتهية .
والقيوم : القائم بتدبير الناس مبالغة في القيم . أي الذي لا يفوته تدبير شيء من الأمور . وتقدم ( الحي القيوم ) في سورة البقرة .
وجملة ( وقد خاب من حمل ظلما ) ؛ أما معترضة في آخر الكلام تفيد التعليل أن جعل التعريف في ( الوجوه ) عوضا عن المضاف إليه أي وجوه المجرمين . والمعنى : إذ قد خاب كل من حمل ظلما ؛ وإما احتراس لبيان اختلاف عاقبة عناء الوجوه فمن حمل ظلما فقد خاب يومئذ واستمر عناؤه . ومن عمل صالحا عاد عليه ذلك الخوف بالأمن والفرح . والظلم : ظلم النفس .
وجملة ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ) الخ : شرطية مفيدة قسيم مضمون جملة ( وقد خاب من حمل ظلما ) . وصيغ هذا القسيم في صيغة الشرط تحقيقا للوعد و ( فلا يخاف ) جواب الشرط واقترانه بالفاء علامة على أن الجملة غير صالحة لموالاة أداة الشرط فتعين ؛ إما أن تكون ( لا ) التي فيها ناهية وإما أن يكون الكلام على نية الاستئناف . والتقدير : فهو لا يخاف