وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والعوج " بكسر العين وفتح الواو " : ضد الاستقامة ويقال " بفتح العين والواو " كذلك فهما مترادفان على الصحيح من أقوال أئمة اللغة . وهو ما جزم به عمرو واختاره المرزوقي في شرح الفصيح . وقال جماعة : " مكسور العين " يجري على الأجسام غير المنتصبة كالأرض وعلى الأشياء المعنوية كالدين . و " مفتوح العين " يوسف به الأشياء المنتصبة كالحائط والعصا وهو ظاهر ما في لسان العرب عن الأزهري وقال فريق : " مكسور العين " توصف به المعاني و " مفتوح العين " توصف به الأعيان . وهذا أضعف الأقوال وهو منقول عن ابن دريد في الجمهرة وتبعه في الكشاف هنا وكأنه مال إلى ما فيه من التفرقة في الاستعمال وذلك من الدقائق التي يميل إليها المحققون . ولم يعرج عليه صاحب القاموس وتعسف صاحب الكشاف تأويل الآية على اعتباره خلافا لظاهرها . وهو يقتضي عدم صحة إطلاقه في كل موضع . وتقدم هذا اللفظ في أول سورة الكهف فانظره .
والأمت : النتوء اليسير أي لا ترى فيها وهدة ولا نتوءا ما .
والمعنى : لا ترى في مكان نسفها عوجا ولا أمتا .
( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا [ 108 ] يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا [ 109 ] يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما [ 110 ] وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما [ 111 ] ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما [ 112 ] ) جملة ( يتبعون الداعي ) في معنى المفرعة على جملة ( ينسفها ) . و ( يومئذ ) ظرف متعلق ب ( يتبعون الداعي ) . وقدم الظرف على عامله للاهتمام بذلك اليوم وليكون تقديمه قائما مقام العطف في الوصل أي يتبعون الداعي يوم ينسف ربك الجبال أي إذا نسفت الجبال نودوا للحشر فحضروا يتبعون الداعي لذلك .
والداعي قيل : هو الملك إسرافيل " عليه السلام " يدعو بنداء التسخير والتكوين فتعود الأجساد والأرواح فيها وتهطع إلى المكان المدعو إليه . وقيل : الداعي الرسول أي يتبع كل قوم رسولهم .
و ( لا عوج له ) حال من ( الداعي ) . واللام على كلا القولين في المراد من الداعي للأجل أي لا عوج لأجل الداعي أي لا يروغ المدعوون في سيرهم لأجل الداعي بل يقصدون متجهين إلى صوبه . ويجيء على قول من جعل المراد بالداعي بل يقصدون متجهين إلى صوبه .
A E ويجيء على قول من جعل المراد بالداعي الرسول أن يراد بالعوج الباطل تعريضا بالمشركين الذين نسبوا إلى الرسول A العوج كقولهم ( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) ونحو ذلك من أكاذيبهم كما عرض بهم في قوله تعالى ( الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) .
فالمصدر المنفي أريد منه نفي جنس العوج في اتباع الداعي بحيث لا يسلكون غير الطريق القويم أو لا يسلك بهم غير الطريق القويم أو بحيث يعلمون براءة رسولهم من العوج .
وبين قوله ( لا ترى فيها عوجا ) وقوله ( لا عوج له ) مراعاة النظير فكما جعل الله الأرض يومئذ غير معوجة ولا ناتئة كما قال ( فإذا هم بالساهرة ) كذلك جعل سير الناس عليها لا عوج فيه ولا مراوغة .
والخشوع : الخضوع وفي كل شيء من الإنسان مظهر من الخشوع ؛ فمظهر الخشوع في الصوت : الإسرار به فلذلك فرع عليه قوله ( فلا تسمع إلا همسا ) .
والهمس : الصوت الخفي .
والخطاب بقوله ( لا ترى فيها عوجا ) وقوله ( فلا تسمع إلا همسا ) خطاب لغير معين أي لا يرى الرائي ولا يسمع السامع .
وجملة ( وخشعت الأصوات ) في موضع الحال من ضمير ( يتبعون ) وإسناد الخشوع إلى الأصوات مجاز عقلي فإن الخشوع لأصحاب الأصوات ؛ أو استعير الخشوع لانخفاض الصوت وإسراره وهذا الخشوع من هول المقام .
وجملة ( يومئذ لا تنفع الشفاعة ) كجملة ( يومئذ يتبعون الداعي ) في معنى التفريع على ( وخشعت الأصوات للرحمن ) . أي لا يتكلم الناس بينهم إلا همسا ولا يجرأون على الشفاعة لمن يهمهم نفعه . والمقصود من هذا أن جلال الله والخشية منه يصدان عن التوسط عنده لنفع أحد إلا بإذنه . وفيه تأييس للمشركين من أن يجدوا شفعاء لهم عند الله