وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( ولقد قال لهم هارون من قبل يقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري [ 90 ] قالوا لن تبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى [ 91 ] ) الجملة في موضع الحال من ضمير ( أفلا يرون ) على كلا الاحتماليين أي كيف لا يستدلون على عدم استحقاق العجل الإلهية بأنه لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا فيقلعون عن عبادة العجل وتلك دلالة عقلية في حال أن هارون قد وعظهم ونبههم إلى ذلك إذ ذكرهم بأنه فتنة فتنهم بها السامري وأن ربهم هو الرحمان لا ما لا يملك لهم نفعا فضلا عن الرحمة وأمرهم بأن يتبعوا أمره وتلك دلالة سمعية .
وتأكيد الخبر بحرف التحقيق ولام القسم لتحقيق إبطال ما في كتاب اليهود من أن هارون هو الذي صنع لهم العجل وأنه لم ينكر عليهم عبادته . وغاية الأمر أنه كان يستهزئ بهم في نفسه وذلك إفك عظيم في كتابهم .
والمضاف إليه ( قبل ) محذوف دل عليه المقام أي من قبل أن يرجع إليهم موسى وينكر عليهم .
وافتتاح خطابه ب ( يا قوم ) تمهيد لمقام النصيحة .
ومعنى ( إنما فتنتم به ) : ما هو إلا فتنة لكم وليس ربا وإن ربكم الرحمان الذي يرحمكم في سائر الأحوال فأجابوه بأنهم لا يزالون عاكفين على عبادته حتى يرجع موسى فيصرح لهم بأن ذلك العجل ليس هو ربهم .
A E ورتب هارون خطابه على حسب الترتيب الطبيعي لأنه ابتدأه بزجرهم عن الباطل وعن عبادة ما ليس برب ثم دعاهم إلى معرفة الرب الحق ثم دعاهم إلى اتباع الرسول إذ كان رسولا بينهم ثم دعاهم إلى العمل بالشرائع فما كان منهم إلا التصميم على استمرار عبادتهم العجل فأجابوا هارون جوابا جازما .
و ( عليه ) متعلق ب ( عاكفين ) قدم على متعلقة لتقوية الحكم أو أرادوا : لن نبرح نخصه بالعكوف لا نعكف على غيره .
والعكوف : الملازمة بقصد القربة والتعبد وكان عبدة الأصنام يلزمونها ويطوفون بها .
( قال يهرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا [ 92 ] ألا تتبعن أفعصيت أمري [ 93 ] قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي [ 94 ] ) انتقل موسى من محاورة قومه إلى محاورة أخيه فجملة ( قال يا هارون ) تابعة لجملة ( قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ) . ولجملة ( قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ) وقد وجدت مناسبة لحكاية خطابه هارون بعد أن وقع الفصل بين أجزاء الحكاية بالجمل المعترضة التي منها جملة ( ولقد قال لهم هارون من قبل ) الخ... فهو استطراد في خلال الحكاية للإشعار بعذر هارون كما تقدم . ويحتمل أن تكون عطفا على جملة ( ولقد قال لهم هارون ) الخ . . على احتمال كون تلك من حكاية كلام قوم موسى .
علم موسى أن هارون مخصوص من قومه بأنه لم يعبد العجل إذ لا يجوز عليه ذلك لأن الرسالة تقتضي العصمة فلذلك خصه بخطاب يناسب حاله بعد أن خاطب عموم الأمة بالخطاب الماضي . وهذا خطاب التوبيخ والتهديد على بقائه بين عبدة الصنم .
والاستفهام في قوله ( ما منعك ) إنكاري أي لا مانع لك من اللحاق بي لأنه أقامه خليفة عنه فيهم فلما لم يمتثلوا أمره كان عليه أن يرد الخلافة إلى من استخلفه .
و ( إذ رأيتهم ) متعلق ب ( منعك ) . و ( أن ) مصدرية و ( لا ) حرف نفي وهي مؤذنة بفعل محذوف يناسب معنى النفي . والمصدر الذي تقتضيه ( أن ) هو مفعول الفعل المحذوف . وأما مفعول ( منعك ) فمحذوف يدل عليه ( منعك ) ويدل عليه المذكور .
والتقدير : ما منعك أن تتبعني واضطرك إلى أن لا تتبعني فيكون في الكلام شبه احتباك . والمقصود تأكيد وتشديد التوبيخ بإنكار أن يكون لهارون مانع حينئذ من اللحاق بموسى ومقتض لعدم اللحاق بموسى كما يقال : وجد السبب وانتفى المانع .
ونظيره قوله تعالى ( ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك ) في سورة الأعراف فارجع إليه .
والاستفهام في قوله ( أفعصيت أمري ) مفرع على الإنكار . فهو إنكار ثان على مخالفة أمره مشوب بتقرير للتهديد