وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والحلول : النزول والإقامة بالمكان ؛ شبهت إصابة آثار الغضب إياهم بحلول الجيش ونحوه بديار قوم .
وقرأ الجمهور ( فيحل عليكم ) " بكسر الحاء " وقرأوا ( ومن يحلل عليه غضبي ) " بكسر اللام الأولى على أنهما فعلا " حل الدين يقال : حل الدين إذا آن أجل أدائه . وقرأه الكسائي " بالضم " في الفعلين على أنه من حل بالمكان يحل إذا نزل به . كذا في الكشاف ولم يتعقبوه .
وهذا مما أهمله ابن مالك في لامية الأفعال . ولم يستدركه شارحها بحرق اليمني في الشرح الكبير . ووقع في المصباح ما يخالفه ولا يعول عليه . وظاهر القاموس أن حل بمعنى نزل يستعمل قاصرا ومتعديا ولم أقف لهم على شاهد في ذلك .
وهوى : سقط من علو وقد استعير هنا للهلاك الذي لا نهوض بعده كما قالوا : هوت أمه دعاء عليه وكما يقال : ويل أمه ومنه : ( فأمه هاوية ) فأريد هوي مخصوص وهو الهوي من جبل أو سطح بقرينة التهديد .
وجملة ( وإني لغفار ) إلى آخرها استطراد بعد التحذير من الطغيان في النعمة بالإرشاد إلى ما يتدارك به الطغيان إن وقع بالتوبة والعمل الصالح . ومعنى ( تاب ) : ندم على كفره وآمن وعمل صالحا .
وقوله ( ثم اهتدى ) ( ثم ) فيه للتراخي في الرتبة ؛ استعيرت للدلالة على التباين بين الشيئين في المنزلة كما كانت للتباين بين الوقتين في الحدوث . ومعنى ( اهتدى ) : استمر على الهدى وثبت عليه فهو كقوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
والآيات تشير إلى ما جاء في الإصحاح من سفر الخروج ( الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان غافر الإثم والخطيئة ولكنه لن يبرئ إبراء ) .
( وما أعجلك عن قومك يا موسى [ 83 ] قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى [ 84 ] قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري [ 85 ] ) عطف على جملة ( اسر بعبادي ) الواقعة تفسيرا لفعل ( أوحينا إلى موسى ) فقوله ( وما أعجلك عن قومك ) هو مما أوحى الله به إلى موسى . والتقدير : وأن : ما أعجلك اله . وهو إشارة إلى ما وقع لهم أيام مناجاة موسى في الطور في الشهر الثالث لخروجهم من مصر . وهذا الجزء من القصة لم يذكر في سورة الأعراف .
والإعجال : جعل الشيء عاجلا .
A E والاستفهام مستعمل في اللوم . والذي يؤخذ من كلام المفسرين وتشير إليه الآية : أن موسى تعجل مفارقة قومه ليحضر إلى المناجاة قبل الإبان الذي عينه الله له اجتهادا منه ورغبة في تلقي الشريعة حسبما وعده الله قبل أن يحيط بنو إسرائيل بجبل الطور ولم يراع في ذلك إلا السبق إلى ما فيه خير لنفسه ولقومه فلامه الله على أن غفل عن مراعاة ما يحف بذلك من ابتعاده عن قومه قبل أن يوصيهم الله بالمحافظة على العهد ويحذرهم مكر من يتوسم فيه مكرا فكان في ذلك بمنزلة أبي بكر حين دخل المسجد فوجد النبي A راكعا فركع ودب إلى الصف فقال له النبي A : ( زادك الله حرصا ولا تعد ) .
وقريب من تصرف موسى " عليه السلام " أخذ المجتهد بالدليل الذي له معارض دون علم بمعارضة وكان ذلك سبب افتتان قومه بصنع صنم يعبدونه .
وليس في كتاب التوراة ما يشير إلى أكثر من صنع بني إسرائيل العجل من ذهب اتخذوه إلها في مدة مغيب موسى وأن سبب ذلك استبطاؤهم رجوع موسى ( قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ) .
وقوله هنا ( هم أولاء على أثري ) يدل على أنهم كانوا سائرين خلفه وأنه سبقهم إلى المناجاة .
واعتذر عن تعجله بأنه عجل إلى استجابة أمر الله مبالغة في إرضائه فقوله تعالى ( فإنا قد فتنا قومك من بعدك ) فيه ضرب من الملام على التعجل بأنه تسبب عليه حدوث فتنة في قومه ليعلمه أن لا يتجاوز ما وقت له ولو كان لرغبة في ازدياد من الخير .
والأثر " بفتحتين " : ما يتركه الماشي على الأرض من علامات قدم أو حافر أو خف . ويقال : إثر " بكسر الهمزة وسكون الثاء " وهما لغتان فصيحتان كما ذكر ثعلب . فمعنى قولهم : جاء على إثره جاء مواليا له بقرب مجيئه شبه الجائي الموالي بالذي يمشي على علامات أقدام من مشى قبل أن يتغير ذلك الأثر بأقدام أخرى ووجه الشبه هو موالاته وأنه لم يسبقه غيره