وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي الكشاف : إن نكتة ذكر ( وما هدى ) التهكم بفرعون في قوله ( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) اه . يعني أن في قوله ( وما هدى ) تلميحا إلى قصة قوله المحكي في سورة غافر ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) وما في هذه من قوله ( بطريقتكم المثلى ) أي هي هدي فيكون من التلميح إلى لفظ وقع في قصة مفضيا إلى التلميح إلى القصة كما في قول مهلهل : .
لو كشف المقابر عن كليب ... فخبر بالذنائب أي زير يشير إلى قول كليب له على وجه الملامة : أنت زير نساء .
( يا بني إسرائيل قد أنجينكم من عدوكم ووعدنكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى [ 80 ] كلوا من طيبات ما رزقنكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى [ 81 ] وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صلحا ثم اهتدى [ 82 ] ) هذه الجمل معترضة في أثناء القصة مثل ما تقدم آنفا في قوله تعالى ( إنه من يأت ربه مجرما ) الآية . وهذا خطاب لليهود الذين في زمن النبي A تذكيرا لهم بنعم أخرى .
وقدمت عليها النعمة العظيمة وهي خلاصهم من استعباد الكفرة .
وقرأ الجمهور ( قد أنجيناكم ) ( وواعدناكم ) " بنون العظمة " . وقرأهما حمزة والكسائي وخلف ( قد أنجيتكم ) ( ووعدتكم ) بتاء المتكلم .
وذكرهم بنعمة نزول الشريعة وهو ما أشار إليه قوله ( وواعدناكم جانب الطور الأيمن ) . والمواعدة : اتعاد من جانبين أي أمرنا موسى بالحضور للمناجاة فذلك وعد من جانب الله بالمناجاة وامتثال موسى لذلك وعد من جانبه فتم معنى المواعدة كما قال تعالى في سورة البقرة ( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ) .
ويظهر أن الآية تشير إلى ما جاء في الإصحاح 19 من سفر الخروج : " في الشهر الثالث بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر جاءوا إلى برية سيناء هنالك نزل إسرائيل مقابل الجبل . وأما موسى فصعد إلى الله فناداه الرب من الجبل قائلا : هكذا نقول لبيت يعقوب أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين وأنا حملتكم على أجنحة النسور إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة... : إلخ .
وذكر الطور تقدم في سورة البقرة .
A E وجانب الطور : سفحه . ووصفه بالأيمن باعتبار جهة الشخص المستقبل مشرق الشمس وإلا فليس للجبل يمين وشمال معينان وإنما تعرف بمعرفة أصل الجهات وهو مطلع الشمس فهو الجانب القبلي باصطلاحنا . وجعل محل المواعدة الجانب القبلي وليس هو من الجانب الغربي الذي في سورة القصص ( فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ) وقال فيها ( وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر ) فهو جانب غربي أي من جهة مغرب الشمس من الجبل وهو الذي آنس موسى منه نارا .
وانتصب " جانب الطور " على الظرفية المكانية لأنه لاتساعه بمنزلة المكان المبهم .
ومفعول المواعدة محذوف تقديره : المناجاة .
وتعدية ( وأعناكم ) إلى ضمير جماعة بني إسرائيل وإن كانت مواعدة لموسى ومن معه الذين اختارهم من قومه باعتبار أن المقصد من المواعدة وحي أصول الشريعة التي تصير صلاحا . للأمة فكانت المواعدة مع أولئك كالموعدة مع جميع الأمة .
وقرأ الجميع ( ونزلنا عليكم ) الخ ؛ فباعتبار قراءة حمزة والكسائي وخلف ( قد أنجيتكم وواعدتكم ) بتاء المفرد تكون قراءة ( ونزلنا ) " بنون العظمة " قريبا من الالتفات وليس عينه لأن نون العظمة تساوي تاء المتكلم .
والسلوى تقدم في سورة البقرة . وكان ذلك في نصف الشهر الثاني من خروجهم من مصر كما في الإصحاح 16 من سفر الخروج .
وجملة ( كلوا ) مقول محذوف . تقديره : وقلنا أو قائلين . وتقدم نظيره في سورة البقرة .
وقرأ الجمهور ( ما رزقناكم ) بنون العظمة . وقرأه حمزة والكسائي وخلف ( ما رزقناكم ) بتاء المفرد .
والطغيان : أشد الكبر . ومعنى النهي عن الطغيان في الرزق : النهي عن ترك الشكر عليه وقلة الاكتراث بعبادة المنعم .
وحرف ( في ) الظرفية استعارة تبعية ؛ شبه ملابسة الطغيان للنعمة بحلول الطغيان فيها تشبيها للنعمة الكثيرة بالوعاء المحيط بالمنعم عليه على طريقة المكنية وحرف الظرفية قرينتها