وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( اسر ) أمر من السرى " بضم السين وفتح الراء " وتقدم في سورة الإسراء أنه يقال : سرى وأسرى . وإنما أمره الله بذلك تجنبا لنكول فرعون عليهم . والإضافة في قوله ( بعبادي ) لتشريفهم وتقريبهم والإيماء إلى تخليصهم من استعباد القبط وأنهم ليسوا عبيدا لفرعون .
والضرب : هنا بمعنى الجعل كقولهم : ضرب الذهب دنانير . وفي الحديث : " واضربوا إلي معكم بسهم " وليس هو كقوله ( أن اضرب بعصاك البحر ) لأن الضرب هناك متعد إلى البحر وهنا نصب طريقا .
واليبس " بفتح المثناة والموحدة " . ويقال : " بسكون الموحدة " : وصف بمعنى اليابس . وأصله مصدر كالعدم والعدم وصف به للمبالغة ولذلك لا يؤنث فقالوا : ناقة يبس إذا جف لبنها .
و ( لا تخاف ) مرفوع في قراءة الجمهور وعد لموسى اقتصر على وعده دون بقية قومه لأنه قدوتهم فإذا لم يخف هو تشجعوا وقوي يقينهم فهو خبر مراد به البشرى . والجملة في موضع الحال .
وقرأ حمزة وحده ( لا تخف ) على جواب الأمر الذي في قوله ( فاضرب ) وكلمة ( تخف ) مكتوبة في المصاحف بدون ألف لتكون قراءتها بالوجهين لكثرة نظائر هذه الكلمة ذات الألف في وسطها في رسم المصحف ويسميه المؤدبون " المحذوف " .
وأما قوله ( ولا تخشى ) فالإجماع على قراءته بألف في آخره . فوجه قراءة حمزة فيها مع أنه قرأ بجزم المعطوف عليه أن تكون الألف للإطلاق لأجل الفواصل مثل ألف ( فأضلونا السبيلا ) وألف ( وتظنون بالله الظنونا ) أو أن تكون الواو في قوله ( ولا تخشى ) للاستئناف لا للعطف .
و ( الدرك ) " بفتحتين " اسم مصدر الإدراك أي لا تخاف أن يدركك فرعون .
والخشية : شدة الخوف . وحذف مفعوله لإفادة العموم أي لا تخشى شيئا وهو عام مراد به الخصوص أي لا تخشى شيئا مما يخشى من العدو ولا من الغرق .
( فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم [ 78 ] وأضل فرعون قومه وما هدى [ 79 ] ) A E الفاء فصيحة عاطفة على مقدر يدل عليه الكلام السابق أي فسرى بهم فأتبعهم فرعون فإن فرعون بعد أن رأى آيات غضب الله عليه وعلى قومه وأيقن أن ذلك كله تأييد لموسى أذن لموسى وهارون أن يخرجا بني إسرائيل وكان إذن فرعون قد حصل ليلا لحدوث موتان عظيم في القبط في ليلة الشهر السابع من أشهر القبط وهو شهر " برمهات " وهو الذي اتخذه اليهود رأس سنتهم بإذن من الله وسموه " تسري " فخرجوا من مدينة " رعمسيس " قاصدين شاطئ البحر الأحمر . وندم فرعون على إطلاقهم فأراد أن يلحقهم ليرجعهم إلى مدينته وخرج في مركبته ومعه ستمائة مركبة مختارة ومركبات أخرى تحمل جيشه .
وأتبع : مرادف تبع . والباء في " بجنوده " للمصاحبة .
واليم : البحر . وغشيانه إياهم : تغطيته جثثهم أي فغرقوا .
وقوله ( ما غشيهم ) يفيد ما أفاده قوله ( فغشيهم من اليم ) إذ من المعلوم أنهم غشيهم غاش فتعين أن المقصود منه التهويل أي بلغ من هول ذلك الغرق أنه لا يستطاع وصفه . قال في الكشاف ( هو من جوامع الكلم التي تستقل مع قتلها بالمعاني الكثيرة ) . وهذا الجزء من القصة تقدم في سورة يونس .
وجملة ( وأضل فرعون قومه ) في موضع الحال من الضمير في ( غشيهم ) . والإضلال : الإيقاع في الضلال وهو خطأ الطريق الموصل . ويستعمل بكثرة في معنى الجهالة وعمل ما فيه ضر وهو المراد هنا . والمعنى : أن فرعون أوقع قومه في الجهالة وسوء العاقبة بما بث فيهم من قلب الحقائق والجهل المركب فلم يصادفوا السداد في أعمالهم حتى كانت خاتمتها وقوعهم غرقى في البحر بعناده في تكذيب دعوة موسى " عليه السلام " .
وعطف ( وما هدى ) على ( أضل ) : إما من عطف الأعم على الأخص لأن عدم الهدى يصدق بترك الإرشاد من دون إضلال ؛ وإما أن يكون تأكيدا لفظيا بالمرادف مؤكدا لنفي الهدى عن فرعون لقومه فيكون قوله ( وما هدى ) تأكيدا ل ( أضل ) بالمرادف كقوله تعالى ( أموات غير أحياء ) وقول الأعشى : " حفاة لا نعال لنا " من قوله : .
إما ترينا حفاة لا نعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى وننتعل