وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وصيغة الأمر في قوله ( فاقض ما أنت قاض ) مستعملة في التسوية لأن ( ما أنت قاض ) ما صدقه ما توعدهم له من تقطيع الأيدي والأرجل والصلب أي سواء علينا ذلك بعضه أو كله أو عدم وقوعه فلا نطلب منك خلاصا منه جزاء طاعتك فافعل ما أنت فاعل ( والقضاء هنا التنفيذ والإنجاز ) فإن عذابك لا يتجاوز هذه الحياة ونحن نرجو من ربنا الجزاء الخالد .
وانتصب ( هذه الحياة ) على النيابة عن المفعول فيه لأن المراد بالحياة مدتها .
والقصر المستفاد من ( إنما ) قصر موصوف على صفة أي أنك مقصور على القضاء في هذه الحياة الدنيا لا يتجاوزه إلى القضاء في الآخرة فهو قصر حقيقي .
وجملة ( إنا آمنا بربنا ) في محل العلة لما تضمنه كلامهم .
ومعنى ( وما أكرهتنا عليه من السحر ) أنه اكرههم على تحديهم موسى بسحرهم فعلموا أن فعلهم باطل وخطيئة لأنه استعمل لإبطال إلهية الله فبذلك كان مستوجبا طلب المغفرة .
وجملة ( والله خير وأبقى ) في موضع الحال أو معترضة في آخر الكلام للتذييل . والمعنى : أن الله خير لنا بأن نؤثره منك . والمراد : رضى الله وهو أبقى منك أي جزاؤه في الخير والشر أبقى من جزائك فلا يهولنا قولك ( ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ) فذلك مقابلة لوعيده مقابلة تامة .
( إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى [ 74 ] ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى [ 75 ] جنت عدن تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى [ 76 ] ) هذه الجمل معترضة بين حكاية قصة السحرة وبين ذكر قصة خروج بني إسرائيل ساقها الله موعظة وتأييدا لمقالة المؤمنين من قوم فرعون . وقيل : هي من كلام أولئك المؤمنين . ويبعده أنه لم يحك نظيره عنهم في نظائر هذه القصة .
A E والمجرم : فاعل الجريمة وهي المعصية والفعل الخبيث . والمجرم في اصطلاح القرآن هو الكافر كقوله تعالى ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) .
واللام في ( له جهنم ) لام الاستحقاق أي هو صائر إليها لا محالة ويكون عذابه متجددا فيها ؛ فلا هو ميت لأنه يحس بالعذاب ولا هو حي لأنه في حالة الموت أهون منها فالحياة المنفية حياة خاصة وهي الحياة الخالصة من العذاب والآلام . وبذلك لم يتناقض نفيها مع نفي الموت وهو كقول عباس بن مرداس : .
وقد كنت في الحرب ذا تدرإ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع وليس هذا من قبيل قوله ( إنها بقرة ولا فارض ولا بكر ) ولا قوله ( زيتونة لا شرقية ولا غربية ) .
وأما خلود غير الكافرين في النار من أهل الكبائر فإن قوله ( لا يموت فيها ولا يحيى ) جعلها غير مشمولة لهذه الآية . ولها أدلة أخرى اقتضت خلود الكافر وعدم خلود المؤمن العاصي . ونازعنا فيها المعتزلة والخوارج . وليس هذا موضع ذكرها وقد ذكرناها في مواضعها من هذا التفسير .
والإتيان باسم الإشارة في قوله ( فأولئك لهم الدرجات ) للتنبيه على أنهم أحرياء بما يذكر بعد اسم الإشارة من أجل ما سبق اسم الإشارة .
وتقدم معنى ( عدن ) وتفسير ( تجري من تحتها الأنهار ) في قوله تعالى ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ) في سورة براءة .
والتزكي : التطهر من المعاصي .
( ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى [ 77 ] ) افتتاح الجملة بحرف التحقيق للاهتمام بالقصة ليلقي السامعون إليها أذهانهم . وتغيير الأسلوب في ابتداء هذه الجملة مؤذن بأن قصصا طويت بين ذكر القصتين فلو اقتصر على حرف العطف لتوهم أن حكاية القصة الأولى لم تزل متصلة فتوهم أن الأمر بالخروج وقع مواليا لانتهاء محضر السحرة مع أن بين ذلك قصصا كثيرة ذكرت في سورة الأعراف وغيرها فإن الخروج وقع بعد ظهور آيات كثيرة لإرهاب فرعون كلما هم بإطلاق بني إسرائيل للخروج . ثم نكل إلى أن أذن لهم بآخرة فخرجوا ثم ندم على ذلك فأتبعهم .
فجملة ( ولقد أوحينا إلى موسى ) ابتدائية والواو عاطفة قصة على قصة وليست عاطفة بعض أجزاء قصة على بعض آخر