وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير " له " عائد إلى موسى مثل ضمير ( إنه لكبيركم ) . ومعنى ( قبل أن آذن لكم ) قبل أن أسوغ لكم أن تؤمنوا به . يقال : أذن له إذ أباح له شيئا .
والتقطيع : شدة القطع . ومرجع المبالغة إلى الكيفية وهي ما وصفه بقوله ( من خلاف ) أي مختلفة بأن لا تقطع على جانب واحد بل من جانبين مختلفين أي تقطع اليد ثم الرجل من الجهة المخالفة لجهة اليد المقطوعة ثم اليد الأخرى ثم الرجل الأخرى . والظاهر : أن القطع على هذه الكيفية كان شعارا لقطع المجرمين فيكون ذكر هذه الصفة حكاية للواقع لا للاحتراز عن قطع بشكل آخر إذ لا أثر لهذه الصفة في تفظيع ولا في شدة إيلام إذا كان ذلك يقع متتابعا .
وأما ما جاء في الإسلام في عقوبة المحارب فإنما هو قطع عضو واحد عند كل حرابة فهو من الرحمة في العقوبة لئلا يتعطل انتفاع المقطوع بباقي أعضائه من جراء قطع يد ثم رجل من جهة واحدة أو قطع يد بعد يد وبقاء الرجلين .
و ( من ) في قوله ( من خلاف ) للابتداء أي يبدأ القطع من مبدأ المخالفة بين المقطوع . والمجرور في موضع الحال وقد تقدم نظيره في سورة الأعراف وفي سورة المائدة .
والتصليب : مبالغة في الصلب . والصلب : ربط الجسم على عود منتصب أو دقه عليه بمسامير وتقدم عند قوله تعالى ( وما قتلوه وما صلبوه ) في سورة النساء . والمبالغة راجعة إلى الكيفية أيضا بشدة الدق على الأعواد .
ولذلك عدل عن حرف الاستعلاء إلى حرف الظرفية تشبيها لشدة تمكن المصلوب من الجذع بتمكن الشيء الواقع في وعائه .
A E والجذوع : جمع جذع " بكسر الجيم وسكون الذال " وهو عود النخلة . وقد تقدم عند قوله تعالى ( وهزي إليك بجذع النخلة ) . وتعدية فعل ( لأصلبنكم ) بحرف ( في ) مع أن الصلب يكون فوق الجذع لا داخله ليدل على أنه صلب متمكن يشبه حصول المظروف في الظرف فحرف ( في ) استعارة تبعية تابعة لاستعارة متعلق معنى ( في ) لمتعلق معنى ( على ) .
وأينا : استفهام عن مشتركين في شدة التعذيب . وفعل ( لتعلمن ) معلق عن العمل الاستفهام في آخره . وأراد بالمشتركين نفسه ورب موسى سبحانه لأنه علم من قولهم ( آمنا برب هارون وموسى ) أن الذي حملهم على الإيمان به ما قدم لهم موسى من الموعظة حين قال لهم بمسمع من فرعون ( ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ) أي وستجدون عذابي أشد من العذاب الذي حذرتموه . وهذا من عروره . ويدل على أن ذلك مراد فرعون ما قابل به المؤمنون قوله ( أينا أشد عذابا وأبقى ) بقولهم ( والله خير وأبقى ) أي خير منك وأبقى عملا من عملك فثوابه خير من رضاك وعذابه أشد من عذابك .
( قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا [ 72 ] إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطينا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى [ 73 ] ) أظهروا استخفافهم بوعيده وبتعذيبه إذ أصبحوا أهل إيمان ويقين وكذلك شأن المؤمنين بالرسل إذا أشرفت عليهم أنوار الرسالة فسرعان ما يكون انقلابهم عن جهالة الكفر وقساوته إلى حكمة الإيمان وثباته . ولنا في عمر بن الخطاب ونحوه ممن آمنوا بمحمد A مثل صدق .
والإيثار : التفضيل . وتقدم في قوله تعالى ( بقد آثرك الله علينا ) في سورة يوسف . والتفضيل بين فرعون وما جاءهم من البينات مقتض حذف مضاف يناسب المقابلة بالبينات أي لن نؤثر طاعتك أو دينك على ما جاءنا من البينات الدالة على وجوب طاعة الله تعالى وبذلك يلتئم عطف ( والذي فطرنا ) أي لا نؤثرك في الربوبية على الذي فطرنا .
وجيء بالموصول للإيماء إلى التعليل لأن الفاطر هو المستحق بالإيثار .
وأخر ( الذي فطرنا ) عن ( ما جاءنا من البينات ) لأن البينات دليل على أن الذي خلقهم أراد منهم الإيمان بموسى ونبذ عبادة غير الله ولأن فيه تعريضا بدعوة فرعون للإيمان بالله