وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ أبو عمرو ( فاجمعوا ) " بهمزة وصل وبفتح الميم " أمرا من جمع كقوله فيما مضى ( فجمع كيده ) . أطلق الجمع على التعاضد والتعاون تشبيها للشيء المختلف بالمتفرق وهو مقابل قوله ( فتنازعوا أمرهم ) .
وسموا عملهم كيدا لأنهم تواطئوا على أن يظهروا للعامة أن ما جاء به موسى ليس بعجيب فهم يأتون بمثله أو أشد منه ليصرفوا الناس عن سماع دعوته فيكيدوا له بإبطال خصيصية ما أتى به .
والظاهر أن عامة الناس تسامعوا بدعوة موسى وما أظهره الله على يديه من المعجزة وأصبحوا متحيرين في شأنه فمن أجل ذلك اهتم السحرة بالكيد له وهو ما حكاه قوله تعالى في آية سورة الشعراء ( فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ) .
ودبروا لإرهاب الناس وإرهاب موسى وهارون بالاتفاق على أن يأتوا حين يتقدمون لإلقاء سحرهم مصطفين لأن ذلك أهيب لهم .
A E ولم يزل الذين يرومون إقناع العموم بأنفسهم يتخيرون لذلك بهاء الهيئة وحسن السمت وجلال المظهر . فكان من ذلك جلوس الملوك على جلود الأسود وربما لبس الأبطال جلود النمور في الحرب . وقد فسر به فعل " تنمروا " في قول ابن معد يكرب : .
" قوم إذا لبسوا الحديد تنمروا حلقا وقدا وقيل : إن ذلك المراد من قولهم الجاري مجرى المثل " لبس لي فلان جلد النمر " . وثبت في التاريخ المستند للآثار أن كهنة القبط في مصر كانوا يلبسون جلود النمور .
والصف : مصدر معنى الفاعل أو المفعول أي صافين أو مصفوفين إذا ترتبوا واحدا حذو الآخر بانتظام بحيث لا يكونون مختلطين لأنهم إذا كانوا الواحد حذو الآخر وكان الصف منهم تلو الآخر كانوا أبهر منظرا قال تعالى ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ) . وكان جميع سحرة البلاد المصرية قد أحضروا بأمر فرعون فكانوا عددا كثيرا . فالصف هنا مراد به الجنس لا الوحدة أي ثم ائتوا صفوفا فهو كقوله تعالى ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا ) وقال ( والملك صفا صفا ) .
وانتصب ( صفا ) على الحال من فاعل ( ائتوا ) . والمقصود الإتيان إلى موضع إلقاء سحرهم وشعوذتهم لأن النتاجي والتآمر كان في ذلك اليوم بقرينة قولهم ( وقد أفلح اليوم من استعلى ) .
وجملة ( وقد أفلح اليوم من استعلى ) تذييل للكلام يجمع ما قصدوه من تآمرهم بأن الفلاح يكون لمن غلب وظهر في ذلك الجمع . ف ( استعلى ) مبالغة في علا أي علا صاحبه وقهره . فالسين والتاء للتأكيد مثل استأخر .
وأرادوا الفلاح في الدنيا لأنهم لم يكونوا يؤمنون بأن أمثال هذه المواقف مما يؤثر في حال الحياة الأبدية وإن كانوا يؤمنون بالحياة الثانية .
( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى [ 65 ] قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى [ 66 ] ) تقدمت هذه القصة ومعانيها في سورة الأعراف سوى أن الأولية هنا مصرح بها في أحد الشقين . فكانت صريحة في أن التخيير يتسلط على الأولية في الإلقاء وسوى أنه صرح هنا بأن السحر الذي ألقوه كان بتخييل أن حبالهم وعصيهم ثعابين تسعى لأنها لا يشبهها في شكلها من أنواع الحيوان سوى الحيات والثعابين .
والمفاجأة المستفادة من ( إذا ) دلت على أنهم أعدوها للإلقاء وكانوا يخشون أن يمر زمان تزول به خاصياتها فلذلك أسرعوا بإلقائها .
وقرأ الجمهور ( يخيل ) بتحتية في أول الفعل على أن فاعله المصدر من قوله ( أنها تسعى ) . وقرأه ابن ذكوان عن ابن عامر وروح عن يعقوب ( تخيل ) بفوقية في أوله على أن الفعل رافع لضمير ( حبالهم وعصيهم ) أي هي تخيل إليه .
و ( أنها تسعى ) بدل من الضمير المستتر بذل اشتمال