وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى هذا التوجيه يكون قوله تعالى ( إن هذان لساحران ) حكاية لمقال فريق من المتنازعين وهو الفريق الذي قبل هذا الرأي لأن حرف الجواب يقتضي كلاما سبقه .
ودخلت اللام على الخبر : إما على تقدير كون الخبر جملة حذف مبتدأها وهو مدخول اللام في التقدير ووجود اللام ينبئ بأن الجملة التي وقعت خبرا عن اسم الإشارة جملة قسمية ؛ وإما على رأي من يجيز دخول اللام على خبر المبتدأ في غير الضرورة .
ووجهت هذه القراءة أيضا بجعل ( إن ) حرف توكيد وإعراب اسمها المثنى جرى على لغة كنانة وبالحارث بن كعب الذين يجعلون علامة إعراب المثنى الألف في أحوال الإعراب كلها وهي لغة مشهورة في الأدب العربي ولها شواهد كثيرة منها قول المتلمس : A E .
فأطرق إطراق الشجاع ولو درى ... مساغا لنأباه الشجاع لصمما وقرأه حفص " بكسر الهمزة وتخفيف نون ( إن ) مسكنة " على أنها مخففة ( إن ) المشددة . ووجه ذلك أن يكون اسم ( إن ) المخففة ضمير شأن محذوفا على المشهور . وتكون اللام في ( لساحران ) اللام الفارقة بين ( إن ) المخففة وبين ( إن ) النافية .
وقرأ ابن كثير " بسكون نون ( إن ) " على أنها مخففة من الثقيلة وبإثبات الألف في ( هذان ) وبتشديد نون ( هاذان ) .
وأما قراءة أبي عمرو وحده ( إن هذين ) " بتشديد نون ( إن ) وبإلياء بعد ذال ( هذين ) . فقال القرطبي : هي مخالفة للمصحف . وأقول : ذلك لا يطعن فيها لأنها رواية صحيحة ووافقت وجها مقبولا في العربية .
ونزول القرآن بهذه الوجوه الفصيحة في الاستعمال ضرب من ضروب إعجازه لتجري تراكيبه على أفانين مختلفة المعاني متحدة المقصود . قلا التفات إلى ما روي من ادعاء أن كتابة ( إن هاذان ) خطأ من كاتب المصحف وروايتهم ذلك عن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه وعن عروة بن الزبير عن عائشة وليس في ذلك سند صحيح . حسبوا أن المسلمين أخذوا قراءة القرآن من المصاحف وهذا تغفل فإن المصحف ما كتب إلا بعد أن قرأ المسلمون القرآن نيفا وعشرين سنة في أقطار الإسلام وما كتبت المصاحف إلا من حفظ الحفاظ وما أخذ المسلمون القرآن إلا من أفواه حفاظه قبل أن تكتب المصاحف وبعد ذلك إلى اليوم فلو كان في بعضها خطأ في الخط لما تبعه القراء ولكان بمنزلة ما ترك من الألفات في كلمات كثيرة وبمنزلة كتابة ألف الصلاة والزكاة والحياة والربا " بالواو " في موضع الألف وما قرأوها إلا بألفاتها .
وتأكيد السحرة كون موسى وهارون ساحرين بحرف ( إن ) لتحقيق ذلك عند من يخامره الشك في صحة دعوتهما .
وجعل ما أظهره موسى من المعجزة بين يدي فرعون سحرا لأنهم يطلقون السحر عندهم على خوارق العادات كما قالت المرأة التي شاهدت نبع الماء من بين أصابع النبي A لقومها : جئتكم من عند أسحر الناس وهو في كتاب المغازي من صحيح البخاري .
والقائلون : قد يكون بعضهم ممن شاهد ما أتى به موسى في مجلس فرعون أو ممن بلغهم ذلك بالتسامع والاستفاضة .
والخطاب في قوله ( أن يخرجاكم ) لملئهم . ووجه اتهامهما بذلك هو ما تقدم عند قوله تعالى ( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك با موسى ) . ونزيد هنا أن يكون هذا من النجوى بين السحرة أي يريدان الاستئثار بصناعة السحر في أرضكم فتخرجوا من الأرض بإهمال الناس لكم وإقبالهم على سحر موسى وهارون .
والطريقة : السنة والعادة ؛ شبهت بالطريق الذي يسير فيه السائر لجامع الملازمة .
والمثلى : مؤنث الأمثل . وهو اسم تفصيل مشتق من المثالة وهي حسن الحالة يقال : فلان أمثل قومه أي أقربهم إلى الخير وأحسنهم حالا .
وأرادوا من هذا إثارة حمية بعضهم غيرة على عوائدهم فإن لكل أمة غيرة على عوائدها وشرائعها وأخلاقها . ولذا فرعوا على ذلك أمرهم بأن يجمعوا حيلهم وكل ما في وسعهم أن يغلبوا به موسى .
والباء في ( بطريقتكم ) لتعدية فعل ( يذهبا ) . والمعنى : يذهبانها وهو أبلغ في تعلق الفعل بالمفعول من نصب المفعول . وتقدم عند قوله تعالى ( ذهب الله بنورهم ) في أول سورة البقرة .
وقرأ الجمهور ( فأجمعوا ) بهمزة قطع وكسر الميم أمرا من : أجمع أمره إذا جعله متفقا عليه لا يختلف فيه