وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأجملت وعممت فلم تفصل لأن المقصود هنا بيان شدة تصلبه في كفره بخلاف آية سورة الأعراف التي قصد منها بيان تعاقب الآيات ونصرتها .
وإراءة الله إياه الآيات : إظهارها له بحيث شاهدها .
وإضافة ( آيات ) إلى ضمير الجلالة هنا يفيد تعريفا لآيات معهودة فإن تعريف الجمع بالإضافة " يأتي لما يأتي له التعريف باللام " يمون للعهد ويكون للاستغراق والمقصود هنا الأول أي أرينا فرعون آياتنا التي جرت على يد موسى وهي المذكورة في قوله تعالى ( في تسع آيات إلى فرعون وقومه ) . وهي انقلاب العصا حية وتبدل لون اليد بيضاء وسنو القحط والجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان وانفلاق البحر . وقد استمر تكذيبه بعد جميعها حتى لما رأى انفلاق البحر اقتحمه طمعا للظفر ببني إسرائيل .
وتأكيد الآيات بأداة التوكيد ( كلها ) لزيادة التعجيب من عناده ونظيره قوله تعالى ( ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها ) في سورة القمر .
وظاهر صنيع المفسرين أنهم جعلوا جملة ( ولقد أريناه آياتنا ) عطفا على جملة ( قال فمن ربكما يا موسى ) وجملة ( قال فمن ربكما ) بيانا لجملة ( فكذب وأبى ) . فيستلزم ذلك أن يكون عزم فرعون على إحضار السحرة متأخرا عن إرادة الآيات كلها فوقعوا في إشكال صحة التعميم في قوله تعالى ( آياتنا كلها ) . وكيف يكون ذلك قبل اعتراف السحرة بأنهم غلبوا مع أن كثيرا من الآيات إنما ظهر بعد زمن طويل مثل : سني القحط والدم وانفلاق البحر . وهذا الحمل لا داعي إليه لأن العطف بالواو لا يقتضي ترتيبا .
( قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى [ 57 ] فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى [ 58 ] قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى [ 59 ] ) هذه الجملة متصلة بجملة ( قال فما بال القرون الأولى ) وجواب موسى عنها . وافتتاحها بفعل ( قال ) وعدم عطفه لا يترك شكا في أن هذا من تمام المحاورة .
وقوله ( أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ) يقتضي أنه أراه آية انقلاب العصا حية وانقلاب يده بيضاء . وذلك ما سماه فرعون سحرا . وقد صرح بهذا المقتضى في قوله تعالى حكاية عنهما ( قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين قال أو لو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره... ) الآية في سورة الشعراء . وقد استغنى عن ذكره هنا بما في جملة ( ولقد أريناه آياتنا كلها ) من العموم الشامل لآية انقلاب العصا حية .
وإضافته السحر إلى ضمير موسى قصد منها تحقير شأن هذا الذي سماه سحرا .
وأسند الإتيان بسحر مثله إلى ضمير نفسه تعظيما لشأنه . ومعنى إتيانه بالسحر : إحضار السحرة بين يديه أي فلنأتينك بسحر ممن شأنهم أن يأتوا بالسحر إذ السحر لا بد له من ساحر .
والمماثلة في قوله ( مثله ) مماثلة في جنس السحر لا في قوته .
وإنما جعل فرعون العلة في مجيء موسى إليه : أنها قصده أن يخرجهم من أرضهم قياسا منه على الذين يقومون بدعوة ضد الملوك أنهم إنما يبغون بذلك إزالتهم عن الملك وحلولهم محلهم يعني أن موسى عرته نفسه فحسب أنه يستطيع اقتلاع فرعون من ملكه أي حسبت أن إظهار الخوارق يطوع لك الأمة فيجعلونك ملكا عليهم وتخرجني من أرضي . فضمير المتكلم المشارك مستعمل في التعظيم لا في المشاركة لأن موسى لم يصدر عنه ما يشم منه إخراجهم من أرضهم .
ويجوز أن يكون ضمير المتكلم المشارك مستعملا في الجماعة تغليبا ونزل فرعون نفسه واحدا منها . وأراد بالجماعة جماعة بني إسرائيل حيث قال له موسى ( فأرسل معنا بني إسرائيل ) أي جئت لتخرج بعض الأمة من أرضنا وتطمع أن يتبعك جميع الأمة بما تظهر لهم من سحرك .
والاستفهام في ( أجئتنا ) إنكاري ولذلك فرع عليه القسم على أن يأتيه بسحر مثله . والقسم من أساليب إظهار الغضب