وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والسكين : آلة قطع اللحم وغيره . قيل : أحضرت لهن أترجا وموزا فحضرن واتكأن وقد حذف هذان الفعلان إيجازا . وأعطت كل واحدة سكينا لقشر الثمار .
وقولها ( اخرج عليهن ) يقتضي أنه كان في بيت آخر وكان لا يدخل عليها إلا بإذنها . وعدي فعل الخروج بحرف ( على ) لأنه ضمن معنى ( ادخل ) لأن المقصود دخوله عليهن لا مجرد خروجه من البيت الذي هو فيه .
ومعنى ( أكبرنه ) أعظمنه أي أعظمن جماله وشمائله فالهمزة فيه للعد أي أعددته كبيرا . وأطلق الكبر على عظيم الصفات تشبيها لوفرة الصفات بعظم الذات .
وتقطيع أيديهن كان من الذهول . أي أجرين السكاكين على أيديهن يحسبن أنهن يقطعن الفواكه . وأريد بالقطع الجرح أطلق عليه القطع مجازا للمبالغة في شدته حتى كأنه قطع قطعة من لحم اليد .
A E و ( حاش لله ) تركيب عربي جرى مجرى المثل يراد منه إبطال شيء عن شيء وبراءته منه . وأصل ( حاشا ) فعل يدل على المباعدة عن شيء ثم يعامل معاملة الحرف فيجر به في الاستثناء فيقتصر عليه تارة . وقد يوصل به اسم الجلالة فيصير كاليمين على النفي يقال : حاشا الله أي أحاشيه عن أن يكذب كما يقال : لا أقسم . وقد تزاد فيه لام الجر فيقال : حاشا لله وحاش لله بحذف الألف أي حاشا لأجله أي لخوفه أن أكذب . حكي بهذا التركيب كلام قالته النسوة يدل على هذا المعنى في لغة القبط حكاية بالمعنى .
وقرأ أبو عمرو ( حاشا لله ) بإثبات ألف حاشا في الوصل . وقرأ البقية بحذفها فيه . واتفقوا على الحذف في حالة الوقف .
وقولهن ( ما هذا بشرا ) مبالغة في فونه محاسن البشر فمعناه التفضيل في محاسن البشر وهو ضد معنى التشابه في باب التشبيه .
ثم شبهنه بواحد من الملائكة بطريقة حصره في جنس الملائكة تشبيها بليغا مؤكدا . وكان القبط يعتقدون وجود موجودات علوية هي من جنس الأرواح العلوية ويعبرون عنها بالآلهة أو قضاة يوم الجزاء ويجعلون لها صورا ولعلهم كانوا يتوخون أن تكون ذواتا حسنة . ومنها ما هي مدافعة عن الميت يوم الجزاء . فأطلق في الآية اسم الملك على ما كانت حقيقته مماثلة لحقيقة مسمى الملك في اللغة العربية تقريبا لأفهام السامعين .
فهذا التشبيه من تشبيه المحسوس بالمتخيل كقول امرئ القيس : ومسنونة زرق كأنياب أغوال والفاء في ( فذلكن ) فاء الفصيحة أي أن كان هذا كما زعمتن ملكا فهو الذي بلغكن خبره فلمتنني فيه .
و ( لمتنني فيه ) ( في ) للتعليل مثل ( دخلت امرأة النار في هرة ) . وهنالك مضاف محذوف والتقدير : في شأنه أو في محبته .
والإشارة ب ( ذلكن ) لتمييز يوسف عليه السلام إذ كن لم يرينه قبل . والتعبير عنه بالموصولية لعدم علم النسوة بشيء من معرفاته غير تلك الصلة وقد باحت لهن بأنها راودته لأنها رأت منهن الافتنان به فعلمت أنهن قد عذرنها . والظاهر أنهن كن خلائل لها فلم تكتم عنهن أمرها .
واستعصم : مبالغة في عصم نفسه فالسين والتاء للمبالغة مثل : استمسك واستجمع الرأي واستجاب . فالمعنى : أنه امتنع امتناع معصوم أي جاعلا المراودة خطيئة عصم نفسه منها .
ولم تزل مصممة على مراودته تصريحا بفرط حبها إياه واستشماخا بعظمتها وأن لا يعصي أمرها فأكدت حصول سجنه بنوني التوكيد وقد قالت ذلك بمسمع منه إرهابا له .
وحذف عائد صلة ( ما آمره ) وهو ضمير مجرور بالباء على نزع الخافض مثل : أمرتك الخير... .
والسجن بفتح السين : قياس مصدر سجنه بمعنى الحبس في مكان محيط لا يخرج منه . ولم أره في كلامهم بفتح السين إلا في قراءة يعقوب هذه الآية . والسجن بكسر السين : اسم للبيت الذي يسجن فيه كأنهم سموه بصيغة المفعول كالذبح وأرادوا المسجون فيه . وقد تقدم قولها آنفا ( إلا أن يسجن أو عذاب أليم ) .
والصاغر : الذليل . وتركيب ( من الصاغرين ) أقوى في معنى الوصف بالصغار من أن يقال : وليكونن صاغرا كما تقدم عند قوله تعالى ( قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) في سورة البقرة وقوله ( وكونوا مع الصادقين ) في آخر سورة براءة .
وإعداد المتكأ لهن وبوحها بسرها لهن يدل على أنهن كن من خلائلها