وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( في المدينة ) صفة لنسوة . والمقصود من ذكر هذه الصفة أنهن كن متفرقات في ديار من المدينة . وهذه المدينة هي قاعدة مصر السفلى وهي مدينة " منفيس " حيث كان قصر العزيز فنقل الخبر في بيوت المتصلين ببيت العزيز . وقيل : إن امرأة العزيز باحت بالسر لبعض خلائلها فأفشينه كأنها أرادت التشاور معهن أو أرادت الارتياح بالحديث إليهن " ومن أحب شيئا أكثر من ذكره ) . وهذا الذي يقتضيه قوله ( وأعتدت لهن متكئا ) وقوله ( ولئن لم يفعل ) .
والفتى : الذي في سن الشباب ويكنى به عن المملوك وعن الخادم كما يكنى بالغلام والجارية وهو المراد هنا . وإضافته إلى ضمير ( امرأة العزيز ) لأنه غلام زوجها فهو غلام لها بالتبع ما دامت زوجة لمالكه .
A E وشغف : فعل مشتق من اسم جامد وهو الشغاف بكسر الشين المعجمة وهو غلاف القلب . وهذا الفعل مثل كبده ورآه وجبهه إذا أصاب كبده ورئته وجبهته .
والضمير المستتر في ( شغفها ) ل ( فتاها ) . ولما فيه من الإجمال جيء بالتمييز للنسبة بقوله ( حبا ) . وأصله شغفها حبه أي أصاب حبه شغافها أي اخترق الشغاف فبلغ القلب كناية عن التمكن .
وتذكير الفعل في ( وقال نسوة ) لأن الفعل المسند إلى ألفاظ الجموع غير الجمع المذكر السالم يجوز تجريده من التاء باعتبار الجمع وقرنه بالتاء باعتبار الجماعة مثل ( وجاءت سيارة ) .
وأما الهاء التي في آخر ( نسوة ) فليست علامة تأنيث بل هي هاء فعلة جمع تكسير مثل صبية وغلمة .
وقد تقدم وجه تسمية الذي اشترى يوسف عليه السلام باسم العزيز عند قوله تعالى ( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته ) . وتقدم ذكر اسمه واسمها في العربية وفي العبرانية .
ومجيء ( تراود ) بصيغة المضارع مع كون المراودة مضت لقصد استحضار الحالة العجيبة لقصد الإنكار عليها في أنفسهن ولومها على صنيعها . ونظيره في استحضار الحالة قوله تعالى ( يجادلنا في قوم لوط ) .
وجملة ( قد شغفها حبا ) في موضع التعليل لجملة ( تراود فتاها ) .
وجملة ( إنا لنراها في ضلال مبين ) استئناف ابتدائي لإظهار اللوم والإنكار عليها . والتأكيد ب ( إن ) واللام لتحقيق اعتقادهن ذلك وإبعادا لتهمتهن بأنهن يحسدنها على ذلك الفتى .
والضلال هنا : مخالفة طريق الصواب أي هي مفتونة العقل بحب هذا الفتى وليس المراد الضلال الديني . وهذا كقوله تعالى آنفا ( إن أبانا لفي ضلال مبين ) .
( فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم [ 31 ] قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين [ 32 ] ) حق سمع أن يعدى إلى المسموع بنفسه فتعديته بالباء هنا إما لأنه ضمن معنى أخبرت كقول المثل : " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " أي تخبر عنه . وإما أن تكون الباء مزيدة للتوكيد مثل قوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم ) . وأطلق على كلامهن اسم المكر قيل : لأنهن أردن بذلك أن يبلغ قولهن إليهما فيغريها بعرضها يوسف عليه السلام عليهن فيرين جماله لأنهن أحببن أن يرينه . وقيل : لأنهن قلنه خفية فأشبه المكر ويجوز أن يكون أطلق على قولهن اسم المكر لأنهن قلنه في صورة الإنكار وهن يضمرن حسدها على اقتناء مثله إذ يجوز أن يكون الشغف بالعبد في عادتهم غير منكر .
( وأعتدت ) : أصله أعددت أبدلت الدال الأولى تاء كما تقدم عند قوله تعالى ( وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) في سورة النساء .
والمتكأ : محل الاتكاء . والاتكاء : جلسة قريبة من الاضطجاع على الجنب مع انتصاب قليل في النصف الأعلى . وإنما يكون الاتكاء إذا أريد إطالة المكث والاستراحة أي أحضرت لهن نمارق يتكئن عليها لتناول طعام . وكان أهل الترف يأكلون متكئين كما كانت عادة للرومان ولم تزل أسرة اتكائهم موجودة في ديار الآثار . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أما أنا فلا آكل متكئا ) .
ومعنى ( آتت ) أمرت خدمها بالإيتاء كقوله ( يا هامان ابن لي صرحا )