وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( قال هي راودتني عن نفسي ) من قول يوسف عليه السلام وفصلت لأنها جاءت على طريقة المحاورة مع كلامها . ومخالفة التعبير بين ( أن يسجن أو عذاب ) دون أن يقول : إلا السجن أو عذاب لأن لفظ السجن يطلق على البيت الذي يوضع فيه المسجون ويطلق على مصدر سجن فقوله ( أن يسجن ) أوضح في تسلط معنى الفعل عليه .
وتقديم المبتدأ على خبره الذي هو فعل يفيد القصر وهو قصر قلب للرد عليها . وكان مع العزيز رجل من أهل امرأته وهو الذي شهد وكان فطنا عارفا بوجوه الدلالة .
A E وسمي قوله شهادة لأنه يؤول إلى إظهار الحق في إثبات اعتداء يوسف عليه السلام على سيدته أو دحضه . وهذا من القضاء بالقرينة البينة لأنها لو كانت أمسكت ثوبه لأجل القبض عليه لعقابه لكان ذلك في حال استقباله له إياها فإذا أراد الانفلات منها تخرق قميصه من قبل وبالعكس إن كان إمساكه في حال فرار وإعراض . ولا شك أن الاستدلال بكيفية تمزيق القميص نشأ عن ذكر امرأة العزيز وقوع تمزيق القميص تحاول أن تجعله حجة على أنها أمسكته لتعاقبه ولولا ذلك ما خطر ببال المشاهد أن تمزيقا وقع وإلا فمن أين علم الشاهد تمزيق القميص . والظاهر أن الشاهد كان يظن صدقها فأراد أن يقيم دليلا على صدقها فوقع عكس ذلك كرامة ليوسف عليه السلام .
وجملة ( إن كان قميصه ) مبينة لفعل ( شهد ) .
وزيادة ( وهو من المكذبين ) بعد ( فصدقت ) وزيادة ( وهو من الصادقين ) بعد ( فكذبت ) تأكيد لزيادة تقرير الحق كما هو شأن الأحكام .
وأدوات الشرط لا تدل على أكثر من الربط والتسبب بين مضمون شرطها ومضمون جوابها من دون تقييد باستقبال ولا مضي . فمعنى ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت ) وما بعدها : أنه إن كان ذلك حصل في الماضي فقد حصل صدقها في الماضي .
والذي رأى قميصه قد من دبر وقال : إنه من كيدكن هو العزيز لا محالة . وقد استبان لديه براءة يوسف عليه السلام من الاعتداء على المرأة فاكتفى بلوم زوجه بأن ادعاءها عليه من كيد النساء ؛ فضمير جمع الإناث خطاب لها فدخل فيه من هن من صنفها بتنزيلهن منزلة الحواضر .
والكيد : فعل شيء في صورة غير المقصودة للتوصل إلى مقصود . وقد تقدم عند قوله تعالى ( إن كيدي متين ) في سورة الأعراف .
ثم أمر يوسف عليه السلام بالإعراض عما رمته به أي عدم مؤاخذتها بذلك وبالكف عن إعادة الخوض فيه . وأمر زوجه بالاستغفار من ذنبها أي في اتهامها يوسف عليه السلام بالجرأة والاعتداء عليها .
قال المفسرون : وكان العزيز قليل الغيرة . وقيل : كان حليما عاقلا . ولعله كان مولعا بها أو كانت شبهة الملك تخفف مؤاخذة المرأة بمراودة مملوكها . وهو الذي يؤذن به حال مراودتها يوسف عليه السلام حين بادرته بقولها ( هيت لك ) كما تقدم آنفا .
والخاطئ : فاعل الخطيئة وهي الجريمة . وجعلها من زمرة الذين خطئوا تخفيفا في مؤاخذتها . وصيغة جمع المذكر تغليب .
وجملة ( يوسف أعرض عن هذا ) من قول العزيز إذ هو صاحب الحكم .
وجملة ( واستغفري لذنبك ) عطف على جملة ( يوسف أعرض ) في كلام العزيز عطف أمر على أمر والمأمور مختلف . وكاف المؤنثة المخاطبة متعين أنه خطاب لامرأة العزيز فالعزيز بعد أن خاطبها بأن ما دبرته هو من كيد النساء وجه الخطاب إلى يوسف عليه السلام بالنداء ثم أعاد الخطاب إلى المرأة .
وهذا الأسلوب من الخطاب يسمى بالإقبال وقد يسمى بالالتفات بالمعنى اللغوي عند الالتفات البلاغي وهو عزيز في الكلام البليغ . ومنه قول الجرمي من طي من شعراء الحماسة : .
إخالك موعدي ببني جفيف ... وهالة إنني أنهاك هالا قال المرزوقي في شرح الحماسة : والعرب تجمع في الخطاب والإخبار بين عدة ثم تقبل أو تلتفت من بينهم إلى واحد لكونه أكبرهم أو أحسنهم سماعا وأخصهم بالحال .
( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنريها في ضلال مبين [ 30 ] ) النسوة : اسم جمع امرأة لا مفرد له وهو اسم جمع قلة مثله نساء . وتقدم في قوله تعالى ( ونساءنا ونساءكم ) في سورة آل عمران