وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعطف على ( وكذلك ) علة لمعنى مستفاد من الكلام وهو الإيتاء تلك العلة هي ( ولنعلمه من تأويل الأحاديث ) لأن الله لما قدر في سابق علمه أن يجعل يوسف عليه السلام عالما بتأويل الرؤيا وأن يجعله نبيا أنجاه من الهلاك ومكن له في الأرض تهيئة لأسباب مراد الله .
وتقدم معنى تأويل الأحاديث آنفا عند ذكر قول أبيه له ( ويعلمك من تأويل الأحاديث ) أي تعبير الرؤيا .
وجملة ( والله غالب على أمره ) معترضة في آخر الكلام وتذييل لأن مفهومها عام يشمل غلب الله إخوة يوسف عليه السلام بإبطال كيدهم وضمير ( أمره ) عائد لاسم الجلالة .
وحرف ( على ) بعد مادة الغلب ونحوها يدخل على الشيء الذي يتوقع فيه النزاع كقولهم : غلبناهم على الماء .
A E و ( أمر الله ) هو ما قدره وأراده فمن سعى إلى عمل يخالف ما أراده الله فحاله كحال المنازع على أن يحقق الأمر الذي أراده ويمنع حصول مراد الله تعالى ولا يكون إلا ما أراده الله تعالى فشأن الله تعالى كحال الغالب لمنازعه . والمعنى والله متمم ما قدره ولذلك عقبه بالاستدراك بقوله ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) استدراكا على ما يقتضيه هذا الحكم من كونه حقيقة ثابتة شأنها أن لا تجهل لأن عليها شواهد من أحوال الحدثان ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك مع ظهوره .
( ولما بلغ أشده أتينه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين [ 22 ] ) هذا إخبار عن اصطفاء يوسف عليه السلام للنبوة . ذكر هنا في ذكر مبدإ حلوله بمصر لمناسبة ذكر منة الله عليه بتمكينه في الأرض وتعليمه تأويل الأحاديث .
والأشد : القوة . وفسر ببلوغه ما بين خمس وثلاثين سنة إلى أربعين .
والحكم والحكمة مترادفان وهو : علم حقائق الأشياء والعمل بالصالح واجتناب ضده . وأريد به هنا النبوة كما في قوله تعالى في ذكر داود وسليمان عليهما السلام ( وكلا آتينا حكما وعلما ) . والمراد بالعلم علم زائد على النبوة .
وتنكير ( علما ) للنوعية أو للتعظيم . والمراد : علم تعبير الرؤيا كما سيأتي في قوله تعالى عنه ( ذلكما مما علمني ربي ) .
وقال فخر الدين : الحكم : الحكمة العملية لأنها حكم على هدى النفس . والعلم : الحكمة النظرية .
والقول في ( وكذلك نجزي المحسنين ) كالقول في نظيره وتقدم عند قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) في سورة البقرة .
وفي ذكر ( المحسنين ) إيماء إلى أن إحسانه هو سبب جزائه بتلك النعمة .
وفي هذا دبره الله تعالى تصريح بآية من الآيات التي كانت في يوسف عليه السلام وإخوته .
( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون [ 23 ] ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ 24 ] واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوء إلا أن يسجن أو عذاب أليم [ 25 ] قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين [ 26 ] وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين [ 27 ] فلما رأى قميصه قد من دبر إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم [ 28 ] يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين [ 29 ] ) عطف قصة على قصة فلا يلزم أن تكون هذه القصة حاصلة في الوجود بعد التي قبلها . وقد كان هذا الحادث قبل إيتائه النبوة لأن إيتاء النبوة غلب أن يكون في سن الأربعين . والأظهر أنه أوتي النبوة والرسالة بعد دخول أهله إلى مصر وبعد وفاة أبيه . وقد تعرضت الآيات لتقرير ثبات يوسف عليه السلام على العفاف والوفاء وكرم الخلق