وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفعل ( درسوا ) عطف على ( يؤخذ ) لان يؤخذ في معنى المضي لأجل دخول لم عليه والتقدير : ألم يؤخذ ويدرسوا لان المقصود تقريرهم بأنهم درسوا الكتاب لا الإخبار عنهم بذلك كقوله تعالى ( ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا ) إلى قوله ( وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ) والتقدير : ونخلقكم أزواجا ونجعل نومكم سباتا إلى آخر الآية .
والمعنى : أنهم قد أخذ عليهم الميثاق بأن لا يقولوا على الله إلا الحق وهم عالمون بذلك الميثاق لأنهم درسوا ما في الكتاب فبمجموع الأمرين قامت عليهم الحجة .
وجملة ( والدار الآخرة خير للذين يتقون ) حالية من ضمير ( يأخذون ) أي : يأخذون ذلك ويكذبون على الله ويصرون على الذنب وينبذون ميثاق الكتاب على علم في حال أن الدار الآخرة خير مما تعجلوه . وفي جعل الجملة في موضع الحال تعريض بأنهم يعلمون ذلك أيضا فهم قد خيروا عليه عرض الدنيا قصدا وليس ذلك عن غفلة صادفتهم فحرمتهم من خير الآخرة بل هم قد حرموا أنفسهم وقرينة ذلك قوله ( أفلا تعقلون ) المتفرع على قوله ( والدار الآخرة خير للذين يتقون ) وقد نزلوا في تخيرهم عرض الدنيا بمنزلة من لا عقول لهم فخوطبوا ب ( أفلا تعقلون ) بالاستفهام الإنكاري وقد قرئ بتاء الخطاب على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ليكون أوقع في توجيه التوبيخ إليهم مواجهة وهي قراءة نافع وابن عامر وابن ذكوان وحفص عن عاصم ويعقوب وأبي جعفر وقرأ البقية بياء الغيبة فيكون توبيخهم تعريضيا .
وفي قوله ( والدار الآخرة خير للذين يتقون ) كناية عن كونهم خسروا خير الآخرة بأخذهم عرض الدنيا بتلك الكيفية لان كون الدار الآخرة خيرا مما أخذوه يستلزم أن يكون ما أخذوه قد أفات عليهم خير الآخرة .
وفي جعل الآخرة خير للمتقين كناية عن كون الذين أخذوا عرض الدنيا بتلك الكيفية لم يكونوا من المتقين لأن الكناية عن خسرانهم خير الآخرة مع إثبات كون خير الآخرة للمتقين تستلزم أن الذين أضاعوا خير الآخرة ليسوا من المتقين وهذه معان كثيرة جمعها قوله ( والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ) وهذا من حد الإعجاز العجيب .
ووقعت جملة ( والذين يمسكون بالكتاب ) إلى آخرها عقب التي قبلها : لأن مضمونها مقابل حكم التي قبلها إذ حصل من التي قبلها أن هؤلاء الخلف الذين أخذوا عرض . الأدنى قد فرطوا في ميثاق الكتاب ولم يكونوا من المتقين فعقب ذلك ببشارة من كانوا ضد أعمالهم وهم الآخذون بميثاق الكتاب والعاملون ببشارته بالرسل وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وفأولئك يستكملون أجرهم لأنهم مصلحون . فكني عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة لأن الصلاة شعار دين الإسلام حتى سمي أهل الإسلام أهل القبلة فالمراد من هؤلاء هم من آمن من اليهود بعيسى في الجملة وان لم يتبعوا النصرانية لأنهم وجدوها مبدلة محرفة فبقوا في انتظار الرسول المخلص الذي بشرت به التوراة والإنجيل ثم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم حين بعث : مثل عبد الله بن سلام .
ويحتمل أن المراد بالذين يمسكون بالكتاب : المسلمون : ثناء عليهم بأنهم الفائزون في الآخرة وتبشيرا لهم بأنهم لا يسلكون بكتابهم مسلك اليهود بكتابهم .
وجملة ( إنا لا نضيع أجر المصلحين ) خبر عن الذين يمسكون والمصلحون هم والتقدير : إنا لا نضيع أجرهم لأنهم مصلحون فطوي ذكرهم اكتفاء بشمول الوصف لهم وثناء عليهم على طريقة الإيجاز البديع .
( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون [ 171 ] ) عاد الكلام إلى العبرة بقصص بني إسرائيل مع موسى عليه السلام لأن قصة رفع الطور عليهم من أمهات قصصهم وليست مثل قصة القرية الذين اعتدوا في السبت ولا مثل خبر إيذانهم بمن يسومهم سوء العذاب . فضمائر الجمع كلها هنا مراد بها بنو إسرائيل الذين كانوا مع موسى بقرينة المقام .
والجملة معطوفة على الجمل قبلها .
و ( إذ ) متعلقة بمحذوف تقديره : واذكر إذ نتقنا الجبل فوقهم .
والنتق الفصل والقلع . والجبل الطور .
A E