وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

A E والأدنى الأقرب من المكان والمراد به هنا الدنيا وفي اسم الإشارة إيماء إلى تحقير هذا العرض الذي رغبوا فيه كالإشارة في قول قيس بن الخطيم : .
متى يأت هذا الموت لا يلف حاجة ... لنفسي إلا قد قضيت قضاءها وقد قيل : أخذ عرض الدنيا أريد به ملابسة الذنوب وبذلك فسر سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والطبري فيشمل كل ذنب ويكون الأخذ مستعملا في المجاز وهو الملابسة فيصدق بالتناول باليد وبغير ذلك فهو من عموم المجاز وقيل عرض الدنيا هو الرشا وبه فسر السدي ومعظم المفسرين فيكون الأخذ مستعملا في حقيقته وهو التناول وقد يترجح هذا التفسير بقوله ( وإن يأتهم عرض ) كما سيأتي .
والقول في ( ويقولون ) هو الكلام اللساني يقولون لمن ينكر عليهم ملابسة الذنوب وتناول الشهوات لأن ما بعد يقولون يناسبه الكلام اللفظي ويجوز أن يكون الكلام النفساني لأنه فرع عنه أي قولهم في أنفسهم يعللونها به حين يجيش فيها وازع النهي فهو بمنزلة قوله تعالى ( ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ) وذلك من غرورهم في الدين .
وبناء فعل ( يغفر ) على صيغة المجهول لأن الفاعل معروف وهو الله إذ لا يصدر هذا الفعل إلا عنه وللدلالة على أنهم يقولون ذلك على وجه العموم لا في خصوص الذنب الذي أنكر عليهم أو الذي تلبسوا به حين القول ونائب الفاعل محذوف لعلمه من السياق والتقدير : سيغفر لنا ذلك أو ذنوبنا لأنهم يحسبون أن ذنوبهم كلها مغفورة ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) كما تقدم في سورة البقرة أي يغفر لنا بدون سبب المغفرة وهو التوبة كما يعلم من السياق وهو جزمهم بذلك عقب ذكر الذنب دون ذكر كفارة أو نحوها .
وقوله ( لنا ) لا يصلح للنيابة عن الفاعل لأنه ليس في معنى المفعول إذ فعل المغفرة يتعدى لمفعول واحد وأما المجرور بعده باللام فهو في معنى المفعول لأجله يقال غفر الله لك ذنبك كما قال تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ) فلو بني شرح للمجهول لما صح أن يجعل ( لك ) نائبا عن الفاعل .
وجملة ( ويقولون سيغفر لنا ) معطوفة على جملة ( يأخذون ) لأن كلا الخبرين يوجب الذم واجتماعهما أشد في ذلك .
وجملة ( وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ) معطوفة على التي قبلها واستعير إتيان العرض لبذله لهم أن كان المراد بالعرض المال وقد يراد به خطور شهوته في نفوسهم أن كان المراد بالعرض جميع الشهوات والملاذ المحرمة واستعمال الإتيان في الذوات أنسب من استعماله في خطور الأعراض والأمور المعنوية لقرب المشابهة في الأول دون الثاني .
والمعنى : أنهم يعصون ويزعمون أن سيئاتهم مغفورة ولا يقلعون عن المعاصي .
وجملة ( ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ) جواب عن قولهم ( سيغفر لنا ) إبطالا لمضمونه لان قولهم ( سيغفر لنا ) يتضمن أنهم يزعمون أن الله وعدهم بالمغفرة على ذلك . والجملة معترضة في أثناء الإخبار عن الصالحين وغيرهم . والمقصود من هذه الجملة إعلام النبي A ليحجهم بها فهم المقصود بالكلام كما تشهد به قراءة ( أفلا تعقلون ) بتاء الخطاب .
والاستفهام للتقرير المقصود منه التوبيخ وهذا التقرير لا يسعهم إلا الاعتراف به لأنه صريح كتابهم في الإصحاح الرابع من السفر الخامس " لا تزيدوا على الكلام الذي أوصيكم به ولا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب " ولا يجدون في الكتاب أنهم يغفر لهم وإنما يجدون فيه التوبة كما في الإصحاح من سفر التثنية وكما في سفر الملوك الأول في دعوة سليمان حين بنى الهيكل في الإصحاح الثامن . فقولهم ( سيغفر لنا ) تقول على الله بما لم يقله .
والميثاق : العهد وهو وصية موسى التي بلغها إليهم عن الله تعالى في مواضع كثيرة وإضافة الميثاق إلى الكتاب على معنى ( في ) أو على معنى اللام أي الميثاق المعروف به والكتاب توراة موسى وان لا يقولوا هو مضمون ميثاق الكتاب فهو على حذف حرف الجر قبل ( أن ) الناصبة والمعنى : بأن لا يقولوا أي بانتفاء قولهم على الله غير الحق ويجوز كونه عطف بيان من ميثاق فلا يقدر حرف جر والتقدير : ميثاق الكتاب انتفاء قولهم على الله الخ .
A E