وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور دكا " بالتنوين " والدك مصدر وهو والدق مترادفان وهو الهد وتفرق الأجزاء كقوله ( وتخر الجبال هدا ) وقد أخبر عن الجبل بأنه جعل دكا للمبالغة والمراد أنه مدكوك أي : مدقوق مهدوم . وقرأ الكسائي وحمزة وخلف دكاء " بمد بعد الكاف وتشديد الكاف " والدكاء الناقة التي لا سنام لها فهو تشبيه بليغ أي كالدكاء أي ذهبت قنته والظاهر أن ذلك الذي اندك منه لم يرجع ولعل آثار ذلك الدك ظاهرة فيه إلى الآن .
والخرور السقوط على الأرض .
والصعق : وصف بمعنى المصعوق ومعناه المغشي عليه من صيحة ونحوها مشتق من اسم الصاعقة وهي القطعة النارية التي تبلغ إلى الأرض من كهرباء البرق فإذا أصابت جسما أحرقته وإذا أصابت الحيوان من قريب أماتته أو من بعيد غشي عليه من رائحتها وسمي خويلد بن نفيل الصعق علما عليه بالغلبة وإنما رجحنا أن الوصف والمصدر مشتقان من اسم الصاعقة دون أن نجعل الصاعقة مشتقا من الصعق لان أئمة اللغة قالوا : إن الصعق الغشي من صيحة ونحوها ولكن توسعوا في إطلاق هذا الوصف على من غشي عليه بسبب هدة أو رجة وان لم يكن ذلك من الصاعقة .
والإفاقة : رجوع الإدراك بعد زواله بغشي أو نوم أو سكر أو تخبط جنون .
وسبحانك مصدر جاء عوضا عن فعله أي اسبحك وهو هنا إنشاء ثناء على الله وتنزيه عما لا يليق به لمناسبة سؤاله منه ما تبين له أنه لا يليق به سؤاله دون استئذانه وتحقق إمكانه كما قال تعالى لنوح ( فلا تسألني ما ليس لك به علم ) في سورة هود .
وقوله ( تبت إليك ) إنشاء لتوبة من العود إلى مثل ذلك دون إذن من الله وهذا كقول نوح عليه السلام ( رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم ) . وصيغة الماضي من قوله ( تبت ) مستعملة في الإنشاء فهي مستعملة في زمن الحال مثل صيغ العقود في قولهم بعت وزوجت مبالغة في تحقق العقد .
A E وقوله ( وأنا أول المؤمنين ) أطلق " الأول " على المبادر إلى الإيمان وإطلاق الأول على المبادر مجاز شائع مساو للحقيقة والمراد به هنا وفي نظائره الكناية عن قوة إيمانه حتى أنه يبادر إليه حين تردد غيره فيه فهو للمبالغة وقد تقدم نظيره في قوله تعالى ( ولا تكونوا أول كافر به ) في سورة البقرة وقوله ( وأنا أول المسلمين ) في سورة الأنعام .
والمراد بالمؤمنين من كان الإيمان وصفهم ولقبهم أي الإيمان بالله وصفاته كما يليق به فالإيمان مستعمل في معناه اللقبي ولذلك شبه الوصف بأفعال السجايا فلم يذكر له متعلق ومن ذهب من المفسرين يقدر له متعلقا فقد خرج عن نهج المعنى .
وفصلت جملة ( قال يا موسى ) لوقوع القول في طريق المحاورة والمجاوبة والنداء للتأنيس وإزالة الروع .
وتأكيد الخبر في قوله ( أني اصطفيتك ) للاهتمام به إذ ليس محلا للانكار .
والاصطفاء افتعال مبالغة في الاصفاء وهو مشتق من الصفو وهو الخلوص مما يكدر وتقدم عند قوله تعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحا ) في سورة آل عمران وضمن اصطفيتك معنى الإيثار والتفضيل فعدي بعلى .
والمراد بالناس : جميع الناس أي الموجودين في زمنه فالاستغراق في ( الناس ) عرفي أي هو مفضل على الناس يومئذ لأنه رسول ولتفضيله بمزية الكلام وقد يقال إن موسى أفضل جميع الناس الذين مضوا يومئذ وعلى الاحتمالين : فهو أفضل من أخيه هارون لأن موسى أرسل بشريعة عظيمة وكلمه الله وهارون أرسله الله معاونا لموسى ولم يكلمه الله ولذلك قال ( برسالتي وبكلامي ) وما ورد في الحديث من النهي عن التفضيل بين الأنبياء محمول على التفضيل الذي لا يستند لدليل صريح أو على جعل التفضيل بين الأنبياء شغلا للناس في نواديهم بدون مقتض معتبر للخوض في ذلك .
وهذا امتنان من الله وتعريف .
ثم فرع على ذلك قوله ( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) والأول تفريع على الإرسال والتكليم والثاني تفريع على الامتنان وما صدق ( ما آتيتك ) قيل هو الشريعة والرسالة فالإيتاء مجاز أطلق على التعليم والإرشاد والأخذ مجاز في التلقي والحفظ والأظهر ان يكون ( ما آتيتك ) إعطاء الألواح بقرينة قوله ( وكتبنا له في الألواح ) وقد فسر بذلك فالإيتاء حقيقة والأخذ كذلك وهذا أليق بنظم الكلام مع قوله ( فخذها بقوة ) ويحصل به أخذ الرسالة والكلام وزيادة