وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكان المعتزلة غير محقين في استدلالهم بذلك على استحالتها بكل صفة .
وقد يؤول الخلاف بين الفريقين إلى اللفظ فان الفريقين متفقان على استحالة إحاطة الإدراك بذات الله واستحالة التحيز وأهل السنة قاطعون بأنها رؤية لا تنافي صفات الله تعالى وأما ما تبجح به الزمخشري في الكشاف فذلك من عدوان تعصبه على مخالفيه على عادته وما كان ينبغي لعلماء طريقتنا التنازل لمهاجاته بمثل ما هاجاهم به ولكنه قال فأوجب .
واعلم أن سؤال موسى رؤية اله تعالى طلب على حقيقته كما يؤذن به سياق الآية وليس هو السؤال الذي سأله بنوا إسرائيل المحكي في سورة البقرة بقوله ( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) وما تمحل به في الكشاف من أنه هو ذلك السؤال تكلف لا داعي له .
ومفعول ( أرني ) محذوف لدلالة الضمير المجرور عليه في قوله ( إليك ) .
وفصل قوله ( قال لن تراني ) لأنه واقع في طريق المحاورة .
و ( لن ) يستعمل لتأييد النفي ولتأكيد النفي في المستقبل وهما متقاربان وإنما يتعلق ذلك كله بهذه الحياة المعبر عنها بالأبد فنفت ( لن ) رؤية موسى ربه نفيا لا طمع بعده للسائل في الإلحاح والمراجعة بحيث يعلم أن طلبته متعذرة الحصول فلا دلالة في هذا النفي على استمراره في الدار الآخرة .
والاستدراك المستفاد من ( لكن ) لرفع توهم المخاطب الاقتصار على نفي الرؤية بدون تعليل ولا إقناع أو أن يتوهم أن هذا المنع لغضب على السائل ومنقصة فيه فلذلك يعلم من حرف الاستدراك أن بعض ما يتوهمه سيرفع وذلك أنه أمره بالنظر إلى الجبل الذي هو فيه هل يثبت في مكانه وهذا يعلم منه أن الجبل سيتوجه إليه شيء من شأن الجلال الإلهي وأن قوة الجبل لا تستقر عند ذلك التوجه العظيم فيعلم موسى أنه أحرى بتضاؤل قواه الفانية لو تجلى له شيء من سبحات الله تعالى .
A E وعلق الشرط بحرف ( إن ) لأن الغالب استعمالها في مقام ندرة وقوع الشرط أو التعريض بتعذره ولما كان استقرار الجبل في مكانه معلوما لله انتفاؤه صح تعليق الأمر المراد تعذر وقوعه عليه بقطع النظر عن دليل الانتفاء فلذلك لم يكن في هذا التعليق حجة لأهل السنة على المعتزلة تقتضي أن رؤية الله تعالى جائزة عليه تعالى خلافا لما اعتاد كثير من علمائنا من الاحتجاج بذلك .
وقوله ( فسوف تراني ) ليس بوعد بالرؤية على الفرض لان سبق قوله ( لن تراني ) أزال طماعية السائل الرؤية ولكنه إيذان بأن المقصود من نظره إلى الجبل أن يرى رأي اليقين عجز القوة البشرية عن رؤية الله تعالى بالأحرى من عدم ثبات قوة الجبل فصارت قوة الكلام : أن الجبل لا يستقر مكانه من التجلي الذي يحصل عليه فلست أنت بالذي تراني لأنك لا تستطيع ذلك فمنزلة الشرط هنا منزلة الشرط الامتناعي الحاصل بحرف ( لو ) بدلالة قرينة السابق .
والتجلي حقيقة الظهور وإزالة الحجاب وهو هنا مجازا ولعله أريد به إزالة الحوائل المعتادة التي جعلها الله حجابا بين الموجودات الأرضية وبين قوى الجبروت التي استأثر الله تعالى بتصريفها على مقادير مضبوطة ومتدرجة في عوالم مترتبة ترتيبا يعلمه الله .
وتقريبه للإفهام شبيه بما اصطلح عليه الحكماء في ترتيب العقول العشرة وتلك القوى تنسب إلى الله تعالى لكونها آثارا لقدرته بدون واسطة فإذا أزال الله الحجاب المعتاد بين شيء من الأجسام الأرضية وبين شيء من تلك القوى المؤثرة تأثيرا خارقا للعادة اتصلت القوة بالجسم اتصالا تظهر له آثار مناسبة لنوع تلك القوة فتلك الإزالة هي التي استعير لها التجلي المسند إلى الله تعالى تقريبا للأفهام فلما اتصلت قوة ربانية بالجبل تماثل اتصال الرؤية اندك الجبل ومما يقرب هذا المعنى ما رواه الترمذي وغيره من طرق عن أنس : أن رسول الله A قرأ قوله تعالى ( فلما تجلى ربه ) فوضع إبهامه قريبا من طرف خنصره يقلل مقدار التجلي .
وصعق موسى من اندكاك الجبل فعلم موسى أنه لو توجه ذلك التجلي إليه لانتثر جسمه فضاضا