وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الأول : عن السدي والضحاك : أن معنى ( كسبت في إيمانها خيرا ) : كسبت في تصديقها أي معه أو في مدته عملا صالحا قالا : وهؤلاء أهل القبلة فإن كانت مصدقة ولم تعمل قبل ذلك أي إتيان بعض آيات الله فعلمت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها وإن عملت قبل الآية خيرا ثم عملت بعد الآية خيرا قبل منها .
والثاني : أن لفظ القرآن جرى على طريقة التغليب لأن الأكثر ممن ينتفع بإيمانه ساعتئذ هو من كسب في إيمانه خيرا .
الثالث : أن الكلام إبهام في أحد الأمرين فالمعنى : لا ينفع يومئذ إيمان من لم يكن آمن قبل ذلك اليوم أو ضم إلى إيمانه فعل الخير أي لا ينفع إيمان من يؤمن من الكفار ولا طاعة من يطيع من المؤمنين . وأما من آمن قبل فإنه ينفعه إيمانه وكذلك من أطاع قبل ينفعه طاعته .
وقد كان قوله : ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) بعد قوله : ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ) مقتصرا على ما يأتي من آيات الله في اليوم المؤجل له إعراضا عن التعرض لما يكون يوم تأتي الملائكة أو يأتي ربك لأن إتيان الملائكة والمعطوف عليه غير محتمل الوقوع وإنما جرى ذكره إبطالا لقولهم : ( أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ) ونحوه من تهكماتهم مما انتظروه هو أن يأتي بعض آيات الله فهو محل الموعظة والتحذير وآيات القرآن في هذه كثيرة منها قوله تعالى : ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ) .
وآيات الله منها ما يختص بالمشركين وهو ما هددهم الله به من نزول العذاب بهم في الدنيا كما نزل بالأمم من قبلهم ومنها آيات عامة للناس أجمعين وهو ما يعرف بأشراط الساعة أي الأشراط الكبرى .
A E وقد جاء تفسير هذه الآية في السنة بطلوع الشمس من مغربها . ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمن من قبل . ثم قرأ هذه الآية أي قوله تعالى : ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) إلى قوله ( خيرا ) . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه . وفي جامع الترمذي عن صفوان بن عسال المرادي قال : قال رسول الله A : باب من قبل المغرب مفتوح مسيرة عرضه أربعين سنة " كذا " مفتوح للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها قال الترمذي : حديث صحيح .
واعلم أن هذه الآية لا تعارض آية سورة النساء : ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار ) : لأن محمل تلك الآية على تعيين وقت فوات التوبة بالنسبة للأحوال الخاصة بآحاد الناس وذلك ما فسر في حديث ابن عمر : أن رسول الله A قال : " أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد .
" ومعنى يغرغر أن تبلغ روحه " أي أنفاسه " رأس حلقه " . ومحمل الآية التي نتكلم فيها تعيين وقت فوات التوبة بالنسبة إلى الناس كافة وهي حالة يأس الناس كلهم من البقاء .
وجاء الاستئناف بقوله ( قل انتظروا إنا منتظرون ) أمر للرسول A بأن يهددهم ويتوعدهم على الانتظار إن كان واقعا منهم أو على التريث والتأخر عن الدخول في الإسلام الذي هو شبيه بالانتظار إن كان الانتظار إدعائيا بأن يأمرهم بالدوام على حالهم التي عبر عنها بالانتظار أمر تهديد ويخبرهم بأن المسلمين ينتظرون نصر الله ونزول العقاب بأعدائهم أي : دوموا على انتظاركم فنحن منتظرون .
وفي مفهوم الصفتين دلالة على أن النفس التي آمنت قبل مجيء الحساب وكسبت في إيمانها خيرا وينفعها إيمانها وعملها . فاشتملت الآية بمنطوقها ومفهومها على وعيد ووعد مجملين تبينها دلائل الكتاب والسنة .
( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون [ 159 ] )