وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والبينة ما به البيان وظهور الحق . فالقرآن بينة على أنه من عند الله لإعجازه بلغاء العرب وهو هدي بما اشتمل عليه من الإرشاد إلى طريق الخير وهو رحمة بما جاء به من شريعة سمحة لا حرج فيها فهي مقيمة لصلاح الأمة مع التيسير . وهذا من أعجب التشريع وهو أدل على أنه من أمر العليم بكل شيء .
وتفرع عن هذا الإعذار لهم الإخبار عنهم بأنهم لا أظلم منهم لأنهم كذبوا واعرضوا . فالفاء في وقوله : ( فمن اظلم ) للتفريع . والاستفهام إنكاري أي لا أحد أظلم من الذين كذبوا بآيات الله .
و ( من ) في ( ممن كذب بآيات الله ) موصولة وما صدقها المخاطبون من قوله : ( أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين ) .
والظلم هنا يشمل ظلم نفوسهم إذ زجوا بها إلى العذاب في الآخرة وخسران الدنيا وظلم الرسول A إذ كذبوه وما هو بأهل التكذيب وظلم الله إذ كذبوا بآياته وأنكروا نعمته وظلموا الناس بصدهم عن الإسلام بالقول والفعل .
وقد جيء باسم الموصول لتدل الصلة على تعليل الحكم ووجه بناء الخبر لأن من ثبت له مضمون تلك الصلة كان حقيقا بأنه لا أظلم منه .
ومعنى : ( صدف ) أعرض هو ويطلق بمعنى صرف غيره كما في القاموس . وأصله التعدية إلى مفعول بنفسه وإلى الثاني ب ( عن ) يقال : صدفت فلانا عن كذا كما يقال : صرفته وقد شاع تنزيله منزلة اللازم حتى غلب عدم ظهور المفعول به يقال : صدف عن كذا بمعنى أعرض وقد تقدم عند قوله تعالى : ( أنظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون ) في هذه السورة وقدره في الكشاف هنا متعديا لأنه انسب بكونهم اظلم الناس تكثيرا في وجوه اعتدائهم ولم أر ذلك لغيره نظرا لقوله تعالى : ( سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب ) إذ يناسبه معنى المتعدي لأن الجزاء على إعراضهم وعلى صدهم الناس عن الآيات فأن تكذيبهم بالآيات يتضمن إعراضهم عنها فناسب ان يكون صدفهم هو صرفهم الناس .
A E و ( سوء العذاب ) من إضافة الصفة إلى الموصوف وسوءه أشده وأقواه وقد بين ذلك قوله تعالى : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) . فقوله : ( عذابا فوق العذاب ) هو مضاعفة العذاب أي شدته . ويحتمل أنه أريد به عذاب الدنيا بالقتل والذل وعذاب الآخرة وإنما كان ذلك جزاءهم لأنهم لم يكذبوا تكذيبا عن دعوة مجردة بل كذبوا بعد أن جاءتهم الآيات البينات . و ( ما ) مصدرية : أي بصدفهم وإعراضهم عن الآيات إعراضا مستمرا لم يدعوا راغبه ف ( كان ) هنا مفيدة للاستمرار مثل : ( وكان الله غفورا رحيما ) .
( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون [ 158 ] ) استئناف بياني نشأ عن وقله : ( فمن أظلم ممن كذب بآيات الله ) الآية وهو يحتمل الوعيد ويحتمل التهكم كما سيأتي . فإن كان هذا وعيدا وتهديدا فهو ناشئ عن جملة : ( سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا ) لإثارته سؤال سائل يقول : متى يكون جزاؤهم وإن كان تهكما بهم على صدفهم عن الآيات التي جاءتهم وتطلعهم إلى آيات أعظم منها في اعتقادهم فهو ناشئ عن جملة : ( فمن اظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها ) لأنه يثير سؤال سائل يقول : ماذا كانوا يترقبون من الآيات فوق الآيات التي جاءتهم .
و ( هل ) للاستفهام الإنكاري وهي ترد له كما ترد له الهمزة على التحقيق ولذلك جاء بعده الاستثناء .
و ( ينتظرون ) مضارع نظر بمعنى انتظر وهو مشترك مع نظر بمعنى رأي في الماضي والمضارع والمصدر ويخالفه أيضا في أن له اسم مصدر وهو النظرة " بكسر الظاء " ولا يقال ذلك في النظر بالعين .
والضمير عائد للذين يصدفون عن الآيات