وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( لو ) شرطية أي لو ترى الآن و ( إذ ) ظرفية ومفعول ( ترى ) محذوف دل عليه ضمير ( وقفوا ) أي لو تراهم و ( وقفوا ) ماض لفظا والمعني به الاستقبال أي إذ يوقفون . وجيء فيه بصيغة الماضي للتنبيه على تحقيق وقوعه لصدوره عمن لا خلاف في خبره .
ومعنى ( وقفوا على النار ) أبلغوا اليها بعد سير إليها وهو يتعدى ب ( على ) . والاستعلاء المستفاد ب ( على ) مجازي معناه قوة الاتصال بالمكان فلا تدل ( على ) على أن وقوفهم على النار كان من أعلى النار . وقد قال تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ) وأصله من قول العرب : وقفت راحلتي على زيد أي بلغت إليه فحسبت ناقتي عن السير . قال ذو الرمة : .
وقفت على ربع لمية ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه فحذفوا مفعول ( وقفت ) لكثرة الاستعمال . ويقال : وقفه فوقف ولا يقال : أوقفه بالهمزة .
وعطف عليه ( فقالوا ) بالفاء المفيدة للتعقيب لأن ما شاهدوه من الهول قد علموا أنه جزاء تكذيبهم بإلهام أوقعه الله في قلوبهم أو بإخبار ملائكة العذاب فعجلوا فتمنوا أن يرجعوا .
وحرف النداء في قولهم ( يا ليتنا نرد ) مستعمل في التحسر لأن النداء يقتضي بعد المنادى فاستعمل في التحسر لأن المتمنى صار بعيدا عنهم أي غير مفيد لهم كقوله تعالى ( أن تقول نفس ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله ) .
ومعنى ( نرد ) نرجع إلى الدنيا وعطف عليه ( ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) برفع الفعلين بعد ( لا ) النافية في قراءة الجمهور عطفا على ( نرد ) فيكون من جملة ما تمنوه ولذلك لم ينصب في جواب التمني إذ ليس المقصود الجزاء ولأن اعتبار الجزاء مع الواو غير مشهور بخلافه مع الفاء لأن الفاء متأصلة في السببية . والرد غير مقصود لذاته وإنما تمنوه لما يقع معه من الإيمان وترك التكذيب . وإنما قدم في الذكر ترك التكذيب على الإيمان لأنه الأصل في تحصيل المتمنى على اعتبار الواو للمعية واقعة موقع فاء السببية في جواب التمني .
وقرأه حمزة والكسائي ( ولا نكذب ونكون ) بنصب الفعلين على انهما منصوبان في جواب التمني . وقرأ ابن عامر ( ولا نكذب ) بالرفع كالجمهور على معنى أن انتفاء التكذيب حاصل في حين كلامهم فليس بمستقبل حتى يكون بتقدير ( أن ) المفيدة للاستقبال . وقرأ ( ونكون ) بالنصب على جواب التمني أي نكون من القوم الذين يعرفون بالمؤمنين . والمعنى لا يختلف .
وقوله ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ) إضراب عن قولهم ( ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) . والمعنى بل لأنهم لم يبق لهم مطمع في الخلاص .
وبدا الشيء ظهر . ويقال بدا له الشيء إذا ظهر له عيانا . وهو هنا مجاز في زوال الشك في الشيء كقول زهير : ؟ بدا لي أني لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئا إذا كان جاثيا ولما قوبل ( بدا لهم ) في هذه الآية بقوله ( ما كانوا يخفون ) علمنا أن البداء هو ظهور أمر في أنفسهم كانوا يخفونه في الدنيا أي خطر لهم حينئذ ذلك المخاطر الذي كانوا يخفونه أي الذي كان يبدو لهم أي يخطر ببالهم وقوعه فلا يعلنون به فبدا لهم الآن فأعلنوا به وصرحوا معترفين به . ففي الكلام احتباك تقديره : بل بدا لهم ما كان يبدو لهم في الدنيا فأظهروه الآن وكانوا يخفونه . وذلك أنهم كانوا يخطر لهم الإيمان لما يرون من دلائله أو من نصر المؤمنين فيصدهم عنه العناد والحرص على استبقاء السيادة والأنفة من الاعتراف بفضل الرسول وبسبق المؤمنين إلى الخيرات قبلهم وفيهم ضعفاء القوم وعبيدهم كما ذكرناه عند قوله تعالى ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) في هذه السورة وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) في سورة الحجر . وهذا التفسير يغني عن الاحتمالات التي تحير فيها المفسرون وهي لا تلائم نظم الآية فبعضها يساعده صدرها وبعضها يساعده عجزها وليس فيها ما يساعده جميعها .
A E