وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والحامي هو فحل الإبل إذا نتجت من صلبه عشرة أبطن فيمنع من أن يركب أو يحمل عليه ولا يمنع من مرعى ولا ماء . ويقولون : إنه حمى ظهره أي كان سببا في حمايته فهو حام . قال ابن وهب عن مالك كانوا يجعلون عليه ريش الطواويس ويسيبونه فالظاهر أنه يكون بمنزلة السائبة لا يؤكل حتى يموت وينتفع بوبره للأصنام .
وقوله ( ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ) الاستدراك لرفع ما يتوهمه المشركون من اعتقاد أنها من شرع الله لتقادم العمل بها منذ قرون . والمراد بالذين كفروا هنا جميع المشركين فإنهم يكذبون في نسبة هذه الأشياء إلى شعائر الله لأنهم جميعا يخبرون بما هو مخالف لما في الواقع . والكذب هو الخبر المخالف للواقع .
والكفار فريقان خاصة وعامة : فأما الخاصة فهم الذين ابتدعوا هذه الضلالات لمقاصد مختلفة ونسبوها إلى الله وأشهر هؤلاء وأكذبهم هو عمرو بن عامر بن لحي بضم اللام وفتح الحاء المهملة وياء مشددة الخزاعي ففي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه بضم القاف وسكون الصاد المهملة أي إمعاءه في النار وكان أول من سيب السوائب . ومنهم جنادة بن عوف . وعن مالك أن منهم رجلا من بني مدلج هو أول من بحر البحيرة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : رأيته مع عمرو في النار . رواه ابن العربي . وفي رواية أن عمرو بن لحي أول من بحر البحيرة وسيب السائبة . وأصح الروايات وأشهرها عن رسول الله : أن عمرو بن لحي أول من سيب السوائب ولم يذكر البحيرة .
وأما العامة فهم الذين اتبعوا هؤلاء المضلين عن غير بصيرة وهم الذين أريدوا بقوله : ( وأكثرهم لا يعقلون ) . فلما وصف الأكثر بعدم الفهم تعين أن الأقل هم الذين دبروا هذه الضلالات وزينوها للناس .
والافتراء : الكذب . وتقدم عند قوله تعالى ( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك ) في سورة آل عمران .
وفي تسمية ما فعله الكفار من هذه الأشياء افتراء وكذبا ونفي أن يكون الله أمر به ما يدل على أن تلك الأحداث لا تمت إلى مرضاة الله تعالى بسبب من جهتين : إحداهما أنها تنتسب إلى الآلهة والأصنام وذلك إشراك وكفر عظيم . الثانية أن ما يجعل منها لله تعالى مثل السائبة هو عمل ضره أكثر من نفعه لأن في تسييب الحيوان إضرارا به إذ ربما لا يجد مرعى ولا مأوى وربما عدت عليه السباع وفيه تعطيل منفعته حتى يموت حتف أنفه . وما يحصل من در بعضها للضيف وابن السبيل إنما هو منفعة ضئيلة في جانب المفاسد الحافة به .
( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون [ 104 ] ) الواو للحال . والجملة حال من قوله : ( الذين كفروا ) أي أنهم ينسبون إلى الله ما لم يأمر به كذبا وإذا دعوا إلى اتباع ما أمر الله به حقا أو التدبر فيه أعرضوا وتمسكوا بما كان عليه آباؤهم . فحالهم عجيبة في أنهم يقبلون ادعاء آبائهم أن الله أمرهم بما اختلفوا لهم من الضلالات مثل البحيرة والسائبة وما ضاهاهما ويعرضون على دعوة الرسول الصادق بلا حجة لهم في الاولى وبالإعراض عن النظر في حجة الثانية أو المكابرة فيها بعد علمها .
والأمر في قوله ( تعالوا ) مستعمل في طلب الإقبال وفي إصغاء السمع ونظر الفكر وحضور مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الصد عنه فهو مستعمل في حقيقته ومجازه . وتقدم الكلام على فعل ( تعال ) عند الكلام على نظير هذه الآية في سورة النساء .
و ( ما أنزل الله ) : هو القرآن . وعطف ( والى الرسول ) لأنه يرشدهم إلى فهم القرآن . وأعيد حرف ( الى ) لاختلاف معنيي الإقبال بالنسبة إلى متعلقي ( تعالوا ) فإعادة الحرف قرينة على إرادة معنيي ( تعالوا ) الحقيقي والمجازي .
وقوله ( قالوا حسبنا ) أي كافينا إذا جعلت ( حسب ) اسما صريحا و ( ما وجدنا ) هو الخبر أو كفانا إذا جعلت ( حسب ) اسم فعل و ( ما وجدنا ) هو الفاعل . وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى ( وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) في سورة آل عمران .
و ( على ) في قوله : ( ما وجدنا عليه آباءنا ) مجاز في تمكن التلبس وتقدم في قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم ) .
A E