وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة ) هو الغرض من الخطاب فهو كالمقصد بعد المقدمة ولذلك كرر اللفظ الذي ابتدأ به مقالته وهو النداء ب ( يا قوم ) لزيادة استحضار أذهانهم .
والأمر بالدخول أمر بالسعي في أسبابه أي تهيأوا للدخول . والأرض المقدسة بمعنى المطهرة المباركة أي التي بارك الله فيها أو لأنها قدست بدفن إبراهيم عليه السلام في أول قرية من قراها وهي حبرون . وهي هنا أرض كنعان من برية " صين " إلى مدخل " حماة وإلى حبرون " . وهذه الأرض هي أرض فلسطين وهي الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط وبين نهر الأردن والبحر الميت فتنتهي إلى " حماة " شمالا وإلى " غزة وحبرون " جنوبا . وفي وصفها ب ( التي كتب الله ) تحريض على الإقدام لدخولها .
ومعنى ( كتب الله ) قضى وقدر وليس ثمة كتابة ولكنه تعبير مجازي شائع في اللغة لأن الشيء إذا أكده الملتزم به كتبه كما قال الحارث بن حلزة : .
" وهل ينقض ما في المهارق الاهواء فأطلقت الكتابة على ما لا سبيل لإبطاله وذلك أن الله وعد إبراهيم أن يورثها ذريته . ووعد الله لا يخلف .
وقوله ( ولا ترتدوا على أدباركم ) تحذير مما يوجب الانهزام لأن ارتداد الجيش على الأعقاب من أكبر أسباب الانخذال . والارتداد افتعال من الرد يقال : رده فارتد والرد : إرجاع السائر عن الإمضاء في سيره وإعادته إلى المكان الذي سار منه . والأدبار : جمع دبر وهو الظهر . والارتداد : الرجوع ومعنى الرجوع على الأدبار إلى جهة الأدبار أي الوراء لأنهم يريدون المكان الذي يمشي عليه الماشي وهو قد كان من جهة ظهره كما يقولون : نكص على عقبيه وركبوا ظهورهم وارتدوا على أدبارهم وعلى أعقابهم فعدي ب ( على ) الدالة على الاستعلاء أي استعلاء طريق السير نزلت الأدبار التي يكون السير في جهتها منزلة الطريق الذي يسار عليه .
والانقلاب : الرجوع وأصله الرجوع إلى المنزل قال تعالى ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ) . والمراد به هنا مطلق المصير .
وضمائر ( فيها ومنها ) تعود إلى الأرض المقدسة .
وأرادوا بالقوم الجبارين في الأرض سكانها الكنعانيين والعمالقة والحثيين واليبوسيين والأموريين .
والجبار : القوي مشتق من الجبر وهو الإلزام لأن القوي يجبر الناس على ما يريد .
وكانت جواسيس موسى الاثنا عشر الذين بعثهم لارتياد الأرض قد أخبروا القوم بجودة الأرض وبقوة سكانها . وهذا كناية عن مخافتهم من الأمم الذين يقطنون الأرض المقدسة فامتنعوا من اقتحام القرية خوفا من أهلها وأكدوا الامتناع من دخول أرض العدو توكيدا قويا بمدلول ( إن ) و ( لن ) في ( إنا لن ندخلها ) تحقيقا لخوفهم .
وقوله ( فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) تصريح بمفهوم الغاية في قوله ( وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ) لقصد تأكيد الوعد بدخولها إذا خلت من الجبارين الذين فيها .
وقد أشارت هذه الآية إلى ما في الإصحاح الثالث عشر والرابع عشر من سفر العدد : أن الله أمر موسى أن يرسل اثني عشر رجلا جواسيس يتجسسون أرض كنعان التي وعدها الله بني إسرائيل من كل سبط رجلا ؛ فعين موسى اثني عشر رجلا منهم : يوشع بن نون من سبط أفرايم ومنهم كالب بن يفنة من سبط يهوذا ولم يسموا بقية الجواسيس . فجاسوا خلال الأرض من برية صين إلى حماة فوجدوا الأرض ذات ثمار وأعناب ولبن وعسل ووجدوا سكانها معتزين طوال القامات ومدنهم حصينة . فلما سمع بنو إسرائيل ذلك وهلوا وبكوا وتذمروا على موسى وقالوا : لو متنا في أرض مصر كان خيرا لنا من أن تغنم نساؤنا وأطفالنا فقال يوشع وكالب للشعب : إن Bا يدخلنا إلى هذه الأرض ولكن لا تعصوا الرب ولا تخافوا من أهلها فالله معنا . فأبى القوم من دخول الأرض وغضب الله عليهم . وقال لموسى : لا يدخل أحد من سنه عشرون سنة فصاعدا هذه الأرض إلا يوشع وكالبا وكلكم ستدفنون في هذا القفر ويكون أبناؤكم رعاة فيه أربعين سنة .
A E