وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وبين الله لرسوله الحجة عليهم بقوله ( قل فمن يملك من الله شيئا ) الآية فالفاء عاطفة للاستفهام الإنكاري على قولهم : إن الله هو المسيح للدلالة على أن الإنكار ترتب على هذا القول الشنيع فهي للتعقيب الذكري . وهذا استعمال كثير في كلامهم فلا حاجة إلى ما قيل : إن الفاء عاطفة على محذوف دل عليه السياق أي ليس الأمر كما زعمتم ولا أنها جواب شرط مقدر أي إن كان ما تقولون فمن يملك من الله شيئا إلخ .
ومعنى يملك شيئا هنا يقدر على شيء فالمركب مستعمل في لازم معناه على طريقة الكناية وهذا اللازم متعدد وهو الملك فاستطاعة التحويل وهو استعمال كثير ومنه قوله تعالى ( قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا ) الآية في سورة الفتح . وفي الحديث قال رسول الله لعيينه بن حصن ( أفأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ) لأن الذي يملك يتصرف في مملوكه كيف شاء .
فالتنكير في قوله ( شيئا ) للتقليل والتحقير . ولما كان الاستفهام هنا بمعنى النفي كان نفي الشيء القليل مقتضيا نفي الكثير بطريق الأولى فالمعنى : فمن يقدر على شيء من الله أي من فعله وتصرفه أن يحوله عنه ونظيره ( وما أغني عنكم من الله من شيء ) . وسيأتي لمعنى ( يملك ) استعمال آخر عند قوله تعالى ( قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا ) في هذه السورة وسيأتي قريب من هذا الاستعمال عند قوله تعالى ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) في هذه السورة .
وحرف الشرط من قوله ( إن أراد ) مستعمل في مجرد التعليق من غير دلالة على الاستقبال لأن إهلاك أم المسيح قد وقع بلا خلاف ولأن إهلاك المسيح أي موته واقع عند المجادلين بهذا الكلام فينبغي إرخاء العنان لهم في ذلك لإقامة الحجة وهو أيضا واقع في قول عند جمع من علماء الإسلام الذين قالوا : إن الله أماته ورفعه دون أن يمكن اليهود منه كما تقدم عند قوله تعالى ( وما قتلوه وما صلبوه وقوله إني متوفيك ورافعك إلي ) . وعليه فليس في تعليق هذا الشرط إشعار بالاستقبال . والمضارع المقترن بأن وهو ( أن يهلك ) مستعمل في مجرد المصدرية . والمراد ب ( من في الأرض ) حينئذ من كان في زمن المسيح وأمه من أهل الأرض فقد هلكوا كلهم بالضرورة . والتقدير : من يملك أن يصد الله إذ أراد إهلاك المسيح وأمه ومن في الأرض يومئذ .
ولك أن تلتزم كون الشرط للاستقبال باعتبار جعل ( من في الأرض جميعا ) بمعنى نوع الإنسان فتعليق الشرط باعتبار مجموع مفاعيل ( يهلك ) على طريقة التغليب ؛ فإن بعضها وقع هلكه وهو أم المسيح وبعضها لم يقع وسيقع وهو إهلاك من في الأرض جميعا أي إهلاك جميع النوع لأن ذلك أمر غير واقع ولكنه ممكن الوقوع .
والحاصل أن استعمال هذا الشرط من غرائب استعمال الشروط في العربية ومرجعه إلى استعمال صيغة الشرط في معنى حقيقي ومعنى مجازي تغليبا للمعنى الحقيقي لأن ( من في الأرض ) يعم الجميع وهو الأكثر . ولم يعطه المفسرون حقه من البيان . وقد هلكت مريم أم المسيح عليهما السلام في زمن غير مضبوط بعد رفع المسيح .
والتذييل بقوله ( ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء ) فيه تعظيم شأن الله تعالى . ورد آخر عليهم بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض وملك ما فيها من قبل أن يظهر المسيح فالله هو الإله حقا وأنه يخلق ما يشاء فهو الذي خلق ا لمسيح خلقا غير معتاد فكان موجب ضلال من نسب له الألوهية . وكذلك قوله ( والله على كل شيء قدير ) .
( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير [ 18 ] ) A E