وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" ما في السموات " الشمس والقمر والنجوم والسحاب وغير ذلك " وما في الأرض " البحار والأنهار والمعادن والدواب وما لا يحصى " واسبغ " وقرئ بالسين والصاد وهكذا كل سين اجتمع معه الغين والخاء والقاف تقول تقول في سلخ صلخ وفي سقر : صقر وفي سالغ صالغ وقرئ : نعمه . ونعمة ونعمته . فإن قلت : ما النعمة ؟ قلت : كل نفع قصد به الإحسان والله تعالى خلق العالم كله نعمة ؛ لأنه إما حيوان وإما غير حيوان . فما ليس بحيوان نعمة على الحيوان نعمة على الحيوان والحيوان نعمة من حيث أن إيجاد حيا نعمة عليه . لأنه لولا إيجاد حيا لما صح منه الانتفاع وكل ما أدى إلى الانتفاع وصححه فهو نعمة . فإن قلت : لم كان خلق العالم مقصودا به الإحسان ؟ قلت : لأنه لا يخلقه إلا لغرض وإلا كان عبثا والعبث لا يجوز عليه ولا يجوز أن يكون لغرض راجع إليه من لغرض وإلا كان عبثا والعبث لا يجوز عليه ولا يجوز أن يكون لغرض راجع إليه من نفع ؛ لأنه غني غير محتاج إلى المنافع فلم يبق إلا أن يكون لغرض يرجع إلى الحيوان وهو نفعه . فإن قلت : فما معنى الظاهرة والباطنة ؟ قلت : الظاهرة كل ما يعلم بالمشاهدة والباطنة ما لا يعلم غلا بدليل أو لا يعلم أصلا فكم في بدن الإنسان من نعمة لا يعلمها ولا يهتدي إلى العلم بها وقد أكروا في ذلك : فعن مجاهد : الظاهرة ظهور الإسلام والنصرة على الأعداء والباطنة الستر وعن الضحاك : الظاهرة : حسن الصورة وامتداد القامة . وتسوية الأعضاء . والباطنة : المعرفة . وقيل : الظاهرة البصر والسمع واللسان وسائر الجوارح الظاهرة . الباطنة : القلب والعقل والفهم وما أشبه ذلك . ويروى في دعاء موسى عليه السلام : إلهي دلني على أخفى نعمتك على عبادك ؛ فقال : أخفى نعمتي عليهم النفس . ويروى أن أيسر ما يعذب به أهل النار : الأخذ بالأنفاس .
" وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءاباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير " معناه " أ " يتبعونهم " ولو كان الشيطان يدعوهم " أي في حال دعاء الشيطان إياهم إلى العذاب .
" ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور " قرأ علي بن أبي طالب Bه : ومن يسلم بالتشديد يقال : أسلم أمرك وسلم أمرك إلى الله . فإن قلت : ماله عدي بإلى وقد عدي باللام في قوله : " بلى من أسلم وجهه لله " البقرة : 112 ؟ قلت : معناه مع اللام : أنه جعل وجهه وهو ذاته ونفسه سالما لله أي خالصا له . ومعناه - مع إلى - : أنه سلم إليه نفسه كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه . والمراد : التوكل عليه والتفويض إليه " فقد استمسك بالعروة الوثقى " من باب التمثيل : مثلت حال المتوكل بحال من أراد أن يتدلى من شاهق فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه " وإلى الله عاقبة الأمور " أي هي صائرة إليه .
" ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما علموا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " قرئ : يحزنك ويحزنك من حزن وأحزن . والذي عليه الاستعمال المستفيض : أحزنه ويحزنه . والمعنى : لا يهمنك كفر من كفر وكيده للإسلام فإن الله D دافع كيده في نحره ومنتقم منه ومعاقبة على عمله " إن الله " يعلم ما في صدره عباده فيفعل بهم على حسبه " نمتعهم " زمانا " قليلا " بدنياهم " ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " شبه إلزامهم التعذيب وإرهاقهم إياه باضطراب المضطرب إلى الشئ ولاثقل على المعذب .
" ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون لله ما في السموات والأرض إن الله هو الغني الحميد ولو أنتا في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم " " قل الحمد لله " إلزام لهم على إقرارهم بأن الذي خلق السموات وارضص هو الله وحده وأنه أن يكون له الحمد والشكر . وأن لا يعبد معه غيره ثم قال : " بل أكثرهم لا يعلمون " أن ذلك يلزمهم وإذا نبهوا عليه لم ينتبهوا " إن الله هو الغني " عن حمد الحامدين المستحق للحمد وإن لم يحمدوه