وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" واصبر على ما أصابك " يجوز أن يكون عاما في كل ما يصيبه من المحن وأن يكون خاصا يما يصيبه فيما أمر به من المر بالمعروف والنهي عن المنكر : من أذى من يبعثهم على الخير وينكر عليهم الشر " إن ذلك " مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب والزام . ومنه الحديث : لا صيام لمن لم يعزم الصيام من الليل أي لم يقطعه بالنية ألا ترى إلى قوله عليه السلام : لمن لم يبيت الصيام ومنه : إن الله يحب أن يؤخذ برخصة كما يحب أن يؤخذ بعزائمه وقولهم : عزمه من عزمات ربنا . ومنه : عزمات الملوك . وذلك أن يقول الملك لبعض من تحت يده : عزمت عليك إلا فعلت كذا إذا قال ذلك لم يكن للمعزوم عليه بد من فعله ولا مندوحة في تركه . وحقيقته : أنه من تسمية المفعول بالمصدر وأصله من معزومات الأمور أي مقطوعاتها ومفروضاتها . ويجوز أن يكون مصدرا في معنى الفاعل أصله : من عازمات الأمور من قوله تعالى : " فإذا عزم الأمر محمد : 21 كقولك : جد الأمر وصدق القتال . وناهيك بهذه الآية مؤذنة بقدم هذه الطابعات وأنها كانت مأمورا بها في سائر الأمم وأن الصلاة لم تزل عظيمة الشأن سابقة القدم على ما سواها موصى بها في الأديان كلها .
" ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير " تصاعر وتصعر : باتشديد والتخفيف . يقال : أصعر خده وصعر وصاعره وصاعره : كقولك أعلاه وعلاه وعالاه : بمعنى . والصعر والصيد : داء يصيب البعير يلوي منه عنقه . والمعنى : أقبل على الناس بوجهك تواضعا ولا تولهم شق وجهك وصفحته كما يفعل المتكبرون . أراد : " ولا تمش " تمرح " مرحا أو أوقع المصدر موقع الحال بمعنى مرحا . ويجوز أن يريد : ولا تمش لأجل المرح والأشر أي لا يكن غرضك في المشي البطالة والأشر كما يمشي كثير من الناس لذلك لا لكفاية مهم ديني أو دينوي . ونحوه قوله تعالى : " ولا تكونا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس " النفال : 47 . والمختال : مقابل للماشي مرحا . وكذلك الفخور للمصعر خده كبرا " واقصدر في مشيك " واعدل فيه حتى يكون مشيا بين مشيين : لا تدب دبيب المتماوتين ولا تثب وثيب الشطار . قال رسول الله A : سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن وأما قول عائشة في عمر Bهما كان إذا مشى أسرع فإنما أرادت السرعة المرتفعة عن دبيب المتماوت .
وقرئ : وأقصد بقطع الهمزة أي : سدد في مشيك من أقصد الرامي إذا سدد سهمه نحو الرمية " واغضض من صوتك " وانقص منه واقصر ؛ من قولك : فلان بغض من فلان إذا قصر به ووضع منه " أنكر الأصوات " أوحشها من قولك : شئ نكر إذا أنكرته النفوس واستوحشت منه ونفرت . والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة وكذلك نهاقه . ومن استفحاشهم لذكره مجردا وتفاديهم من اسمه : أنهم يكنون عنه ويرغبون عن التصريح به فيقولن : الطويل الأذنين كما يكنى عن الأشياء المستقذرة : وقد عد في مساوئ الآداب : أن يجري ذكر الحمالا في مجلس قوم من أولى المروءة . ومن العرب من لا يركب الحمار استنكافا وإن بلغت مه الرجلة فتشبيه وإخراجه مخرج الإستعارة - وإن جعلوا خميرا وصوتهم نهاقا - مبالغة شديدة في الذم والتهجين وإفراط في التثبيط عن رفع الصوت والترغيب عنه . وتنبيه على أنه من كراهة الله بمكان . فإن قلت : لم وحد صوت الحمير ولم يجمع ؟ قلت : ليس المراد أن يذكر صوت كل واحد من آحاد هذا الجنس حتى يجمع وإنما المراد أن كل جنس من الحيوانات الناطق له صوت وأنكر أصوات هذه الأجناس صوت هذا الحنس فوجب توحيده .
" ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كناب منير "