وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وعد الله " مصدر مؤكد كقولك : لك علي ألف عرفا : لأن معناه : اعتراف لك بها اعترافا ووعد الله ذلك وعدا ؛ لأن ما سبقه في معنى وعد . ذمهم الله D بأنهم عقلاء في أمور الدنيا بله في أمر الدين وذلك أنهم كانوا أصحاب تجارات ومكاسب . وعن الحسن . بلغ من حذق أحدهم أنه يأخذ الدرهم فينقره بأصبعه فيعلم أرديء هو أم جيد . وقوله : " يعلمون " بدل من قوله : " لا يعلمون " وفي هذا الإبدال من النكتة أنه أبدله منه وجعله بحيث يقوم مقامه ويسد مسده ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا . وقوله : " ظاهرا من الحياة الدنيا " يفيد أن للدنيا ظاهراوباطنا فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها والتنعم بملاذها . وباطنها وحقيقتها أنها مجاز إلى الآخرة : يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة . وفي تنكير الظاهر : أنهم لا يعلمون إلا ظاهرا واحدا من جملة الظواهر . وهم الثانية يجوز أن يكون مبتدأ . و " غافلون " خبره والجملة خبر هم الأولى وأن يكون تكريرا للأولى وغافلون خبر الأولى . وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة ومقرها ومعلمها وأنها منهم تنبع وإليهم ترجع .
" أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأحل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقائ ربهم لكافرون " " في أنفسهم " يحتمل أن يكون ظرفا كأنه قيل : أولم يحدثوا التفكر في أنفسهم أي : في قلوبهم الفارغة من الفكر والتفكر لا يكون إلا في القلوب ولكنه زيادة تصوير لحال المتفكرين كقولك : اعتقده في قلبك وأضمره في نفسك وأن يكون صلة للتفكر كقولك : تفكر في الأمر وأجال فيه فكره . و " ما خلق " متعلق بالقول المجذوف معناه : أولم يتفكروا فيقولا هذا القول . وقيل : معناه فيعلموا لأن في الكلام دليلا عليه " إلا بالحق وأجل مسمى " أي ما خلقها باطلا وعبثا بغير غرض صحيح وحكمه بالغة و لتبقى خالدة : إنما خلقها مقرونة بالحق مصحوبة بالحكمة وبتقدير أجل مسمى لا بد لها من أن تنتهي إليه وهو قيام الساعة ووقت الحساب والثواب والعقاب . ألا ترى إلى قوله تعالى : " أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " المؤمنون : 115 كيف سمى تركهم غير راجعين إليه عبثا . والباء في قوله : " إلا الحق " مثلها في قولك : دخلت عليه بثياب السفر واشترى الفرس بسرجه ولجامه تريد : اشتراه وهو ملتبس بالسرج واللجام غير منفك عنهما . وكذلك المعنى ما خلقها إلا وهي ملتبيسة بالحق مقترنة به فإن قلت : إذا جعلت " في أنفسهم " صلة للتفكر فما معناه ؟ قلت : معناه : أولم يتفكروا في أنفسهم التي هي أقرب إليهم من غيرها من المخلوقات وهم أعلم وأخبر بأحوالها منهم بأحوال ما عداها فتدبروا ما أودعها الله ظاهرا وباطنا من غرائب الحكم الدالة على التدبير دون الإهمال وأنه لا بد لها من انتهاء إلى وقت يجازيها فيه الحكيم الذي دبر أمرها على الإحسام حسانا وعلى الإساءة مثلها حتى يعلموا عند ذلك أن سائر الخلائق كذلك أمرها جار على الحكمة والتدبير وأنه لا بد لها من الإنتهاء إلى ذلك الوقت والمراد بلقاء ربهم : الأجل المسمى .
" أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "