وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الواو للحال كأنه قال : أكذبتم بها بادئ الرأي من غير فكر ولا نظر يؤدي إلى إحاطة العلم بكنهها وأنها حقيقة بالتصديق أو التكذيب . أو للعطف أي : أجحدتموها ومع جحودكم لم تلقوا أذهانكم لتحققها وتبصرها ؛ فإن المكتوب إليه قد يجحد أنيكون الكتاب من عند من كتبه ولا يدع مع ذلك أن يقرأ ويتفهم مضامينه ويحيط بمعانيه " أماذا كنتم تعلمون " بها للتبكيت لا غير . وذلك أنهم لم يعلموا إلا التكذيب فلا يقدرون أن يكذبوا ويقلوا قد صدقنا بها وليس إلا التصديق بها أو التكذيب . ومثاله أن تقول لراعيك - وقد عرفته رويعي سوء - أتأكل نعمي أم ماذا تعمل بها ؟ فتجعل ما تبتدئ به وتجعله أصل كلامك وأساسه هو الذي صح عندك من أكله وفساده وترمى بقولك : أم ماذا تعمل بها مع علمك أنه لا يعمل بها إلا الأكل ؛ لتبهته وتعلمه علمك بأنه لا يجئ منه إلا أكلها وأنه لا يقدر أن يدعي الحفظ والإصلاح ؛ لما شهر من خلاف ذلك . أو أراد : أما كان لكم عمل في الدنيا إلا الكفر والتكذيب بآيات الله أم ماذا كنتم تعملون من غير ذلك ؟ يعني أنه لم يكن لهم عمل غيره كأنهم لم يخلقوا إلا للكفر والمعصية وإنما خلقوا للإيمان والطاعة : يخاطبون بهذا قبل كبهم في النار ثم يكبون فيها وذلك قوله : " ووقع القول عليهم " يريد أن العذاب الموعود يغشاهم بسبب كظلمهم وهو التكذيب بآيات الله فيشغلهم عن النطق والاعتذار كقوله تعالى : " هذا يوم لا ينطقون " المرسلات : 35 .
" ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون " جعل افبصار للنهار وهو لأهله . فإن قلت : ما للتقابل لم يراع في قوله : " ليسكنوا " و " مبصرا " حيث كان أحدهما علة والآخر حالا ؟ قلت : هو مراعي من حيث المعنى وهكذا النظم المطبوع غير المتكلف ؛ لأن معنى مبصرا : ليبصروا فيه طرق التقلب في المكاسب .
" ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين " فإن قلت : لم قيل : " ففزع " دون فيفزع ؟ قلت : لنكتة وهي الإشعار بتحقيق الفزع وثبوته وأنه كائن لا محالة واقع على أهل السموات والأرض ؛ لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به . والمراد فزعهم عند النفخة الأولى حينت يصعقون " إلا من شاء الله " إلا من ثبت الله قلبه من الملائكة قالوا : هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت - عليهم السلام . وقيل الشهداء . وعن الضحاك : الحور وخزنة النار وحملة العرش . وعن جابر : منهم موسى عليه السلام لأنه صعق مرة . ومثله قوله تعالى : " ونفخ في الصور فصعق من في السمات ومن في الأرض إلا من شاء الله " الزمر : 68 . وقرئ : أتوه . وأتاه ودخرين فالجمع علىالمعنى والتوحيد على اللفظ . والداخر والدخر : الصاغر . وقيل : مع افتيان حضورهم الموقف بعد النفخة الثانية . ويجوز أن يراد رجوعهم إلى أمره وانقيادهم له .
" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون من جاء بالحسنة فله خير منها من فزع يومئذ ءامنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعلمون " " جامدة " من جمد في مكانه إذا لم يبرح . . تجمع الجبال فتسير كما تسير الريح السحاب فإذا نظر إليها الناظر حسبها واقفة ثابتة في مكان واحد " وهي تمر " مرا حثيثا كما يمر السحاب . وهكذا الأجرام العظام المتكاثرة العدد : إذا تحركت تكاد تتبين حركتها كما قال النابغة في وصف جيش : .
بأرعن مثل الطود تحسب أنهم ... وقوف لحاج والركاب تهملج