وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" أم " هي المنقطعة : نظر إلى مكان الهدهد فلم يبصره فقال : " مالي لا أرى على معنى أنه لا يراه وهو حاضر لساتر ستره او غير ذلك ثم لاح له أنه غائب فأضرب عن ذلك وأخذ يقول : أهو غائب ؟ كأنه يسأل عن صحة ما لاح له . ونحوه قولهم : إنها لإبل أم شاء وذكر من قصة الهدهد أن سليمان حين تم له بناء بيت المقدس تجهز للحج بحشرة فوافى الحرم وأقام به ما شاء وكان يقرب كل يوم طول مقامه بخمسة آلاف ناقة وخمسة لاف بقرة وعشرين ألف شاة ثم عزم على السير إلى اليمن فخرج من مكة صباحا يؤم سهيلا ؛ فوافى صنعاء وقت الزوال ؛ وذلك مسيرة شهر فرأى أرضا حسناء أعجبته خضرتها فنزل لتغدى ويصلي فلم يجدوا الماء وكان الهدهد قناقنه وكان يرى الماء من تحت الأرض كما يرى الماء فتفقده لذلك وحين نزل سليمان حلق الهدهد فرأى هدهدا واقعا فانحط إليه فوصف له ملك سليمان وما سخر له من كب شيء وذكر له صاحبه ملك بلقيس وأن تحت يدها اثني عشر ألف قائد تحت كل قائد كل قائد مائة ألف وذهب معه لينظر فإذا موضع الهدهد خال فدعا عريف الطير وهو النسر فسأله عنه فلم يجد عنده علمه ثم قال لسيد الطير وهو العقاب : علي به فارتفعت فنظرت فإذا هو مقبل فقصدته . فناشدها الله وقال : بحق الذي قواك وأقدرك علي إلا رحمتني فتركته وقالت : ثكلتك أمك إن نبي الله قد حلف ليعذبنك ؛ قال : وما استثنى ؟ قالت : بلى قال : أوليأتيني بعذر مبين فلما قرب من سليمان أرخى ذنبه وجناحيه يجرها على الأرض تواضعا له فلما دنا منه أخذ برأسه فمده إليه فقال : يا نبي الله ؛ اذكر وقوفك بين يدي الله ؛ فارتعد سليمان وعفا عنه ؛ ثم سأله . تعذيبه : أن يؤدب بما يحتمله حاله ليعتبر به أبناء جنسه وقيل : كان عذاب سليمان للطير أن ينتف ريشه ويشمسه . وقيل : أن يطلي بالقطران ويشمس . وقيل أن يلقى للنمل تأكله . وقيل : إيداعه القفص . وقيل : التفريق بينه وبين إلفه . وقيل : لألزمنه صحبة الأضداد . وعن بعضهم : أضيق السجون معاشرة الأضداد . وقيل : لألزمنه خدمة أقرانه . فإن قلت : من أين حل له تعذيب الهدهد ؟ قلت : يجوز أن يبيح له الله ذلك . لما رأى فيه من المصلحة والمنفعة ؛ كما أباح ذبح البهائم والطيور للأكل وغيره من المنافع ؛ وإذا سخر له الطير ولم يتم ما سخر به من أجله إلا بالتأديب والسياسة : جاز أن يباح به ما يستصلح به . وقرئ : ليأتينني وليأتينن والسلطان : الحجة والعذر . فإن قلت : قد حلف على أحد ثلاثة أشياء : فحلفه على فعليه لا مقام فيه ولكن كيف صح حلفه على فعل الهدهد ؟ ومن أين درى أنه يأتي بسلطان حتى يقول والله ليأتيني بسلطان ؟ قلت : لما نظم الثلاثة بأو في الحكم الذي هو الحلف : آل كلامه إلى قولك : ليكونن أحد الأمور يعني : إن كان الإتيان بلا سلطان لم يكن تعذيب ولا ذبح وإن لم يكن كان أحدهما وليس في هذا ادعاء دراية على أنه يجوز أن يتعقب حلفه بالفعلين وحي من الله بأنه سيأتيه بسلطان مبين فثلث بقوله : " أو ليأتيني بسلطان مبين " عن دراية وفيقان .
" فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبأ يقين " " فمكث " قرئ : بفتح الكاف وضمها " غير بعيد " غير زمان بعيد كقولك : عن قريب . ووصف مكثه بقصر المدة للدلالة على إسراعه خوفا من سليمان وليعلم كيف كان الطير مسخرا له ولبيان ما أعطى من المعجزة الدالة على نبوته وعلى قدرة الله تعالى " أحطت " بإدغام الطاء في التاء بإطباق وبغير إطباق : ألهم الله الهدهد فكافح سليمان بعذا الكلام على ما أوتى من فضل النبوة والحكمة والعلوم الجمة والإحاطة بالمعلومات الكثيرة ابتلاء له من علمه وتنبيها على أن في أدنى خلقه وأضعفه من أحاط علما بما لم يحط به لتتحاقر إليه نفسه ويتصاغر إليه علمه ويكون لطفا به في ترك الإعجاب الذي هو فتنة العلماء وأعظم بها فتنة وافحاطة بالشيء علما : أن يعلم من جميع جهاته لا يخفى منه معلوم . قالوا : وفيه دليل على يطلان قول الرافضة إن الإمام لا يخفى عليه شيء ولا يكون في زمانه أحد أعلم منه سبأ . قرئ بالصرف ومنعه . وقد روي بسكون الباء . وعن ابن كثير في رواية سبا بالألف كقولهم : ذهبوا أيدي سبا . وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فمن جعله اسما للقبيلة لم يصرف ومن جعله اسما للحي أو الأب الأكبر صرف . قال :