وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" النون " الحوت فأضيف إليه . برم بقومه لطول ما ذكرهم فلم يذكروا وأقاموا على كفرهم فراغمهم وظن أن ذلك يسوغ حيث لم يفعله إلا غضبا لله وأنفة لدينه وبغضا للكفر وأهله وكان عليه أن يصابر وينتظر الإذن من الله في المهاجرة عنهم فابتلي ببطن الحوت . ومعنى مغاضبته لقومه : أنه أغضبهم بمفارقته لخوفهم حلول العقاب عليهم عندها . وقرأ أبو شرف " مغضبا " قرىء : " نقدر " و " نقدر " مخففا ومثقلا ويقدر بالياء بالتخفيف . ويقدر . ويقدر على البناء للمفعول مخففا ومثقلا . وفسرت بالتضييق عليه وبتقدير الله عليه عقوبة . وعن ابن عباس : أنه دخل على معاوية فقال : لقد ضربتني أمواج القرآن البارحة فغرقت فيها فلم أجد لنفسي خلاصا إلا بك قال : وما هي يا معاوية فقرأ هذه الآية وقال : أو يظن نبي الله أن لا يقدر عليه . قال : هذا من القدر لا من القدرة . والمخفف يصح أن يفسر بالقدرة على معنى : أن لن نعمل فيه قدرتنا وأن يكون من باب التمثيل بمعنى : فكانت حاله ممثلة بحال من ظن أن لن نقدر عليه في مراغمته قومه من غير انتظار لأمر الله . ويجوز أن يسبق ذلك إلى وهمه بوسوسة الشيطان ثم يردعه ويرده بالبرهان كما يفعل المؤمن المحقق بنزغات الشيطان وما يوسوس إليه في كل وقت . ومنه قوله تعالى : " وتظنون بالله الظنونا " الأحزاب : 10 ، والخطاب للمؤمنين " فى الظلمت " أي في الظلمة الشديدة المتكاثفة في بطن الحوت كقوله : " ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات " البقرة : 17 ، وقوله : " يخرجونهممن النور إلى الظلمات " البقرة : 257 ، وقيل : ظلمات بطن الحوت والبحر والليل - وقيل : ابتلع حوته حوت أكبر منه فحصل في ظلمتي بطني الحوتين وظلمة البحر . " أن " أي بأنه " لا إله إلا أنت " أو بمعنى " أي " عن النبي A : " ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلا استجيب له " وعن الحسن : ما نجاه والله إلا إقراره على نفسه بالظلم .
" فاستجبنا له ونجينه من الغم وكذلك نجي المؤمنين " .
" نجي " " وننجي " " نجي " والنون لا تدغم في الجيم ومن تمحل لصحته فجعله فعل وقال نجى النجاء المؤمنين - فأرسل الياء وأسنده إلى مصدره ونصب المؤمنين بالنجاء - فمتعسف بارد التعسف .
" وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسرعون في الخيرت ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خشعين " .
سأل ربه أن يرزقه ولدا يرثه ولا يدعه وحيدا بلا وارث ثم رد أمره إلى الله مستسلما فقال : " وأنت خير الوارثين " أي إن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي فإنك خير وارث . إصلاح زوجه : أن جعلها صالحة للولادة بعد عقرها . وقيل : تحسين خلقها وكانت سيئة الخلق " إنهم " الضمير للمذكورين من الأنبياء عليهم السلام يريد أنهم ما استحقوا الإجابة إلى طلباتهم إلا لمباشرتهم أبواب الخير ومسارعتهم في تحصيلها كما يفعل الراغبون في الأمور الجادون . وقرىء " رغبا ورهبا " بالإسكان وهو كقوله تعالى : " يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " الزمر : 9 . " خشعين " قال الحسن : ذللا لأمر الله . وعن مجاهد : الخشوع الخوف الدائم في القلب . وقيل : متواضعين . وسئل الأعمش فقال : أما إني سألت إبراهيم فقال : ألا تدري ؟ قلت : أفدني . قال : بينه وبين الله إذا أرخى ستره وأغلق بابه فلير الله منه خيرا لعلك ترى أنه أن يأكل خشنا ويلبس خشنا ويطأطىء رأسه .
" والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلنها وابنها ءاية للعلمين " .
" أحصنت فرجها " إحصانا كليا من الحلال والحرام جميعا كما قالت : " ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا " مريم : 20 ، فإن قلت : نفخ الروح في الجسد عبارة عن إحيائه . قال الله تعالى : " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي " الحجر : 29 ، أي أحييته . وإذا ثبت ذلك كان قوله : " فنفخنا فيها من روحنا " ظاهر الإشكال لأنه يدل على إحياء مريم قلت : معناه نفخنا الروح في عيسى فيها أي : أحييناه في جوفها . ونحو ذلك أن يقول الزمار : نفخت في بيت فلان أي : نفخت في المزمار في بيته . ويجوز أن يراد : وفعلنا النفخ في مريم من جهة روحنا وهو جبريل عليه السلام لأنه نفخ في جيب درعها فوصل النفخ إلى جوفها . فإن قلت : هلا قيل آيتين كما قال : " وجعلنا الليل والنهار آيتين " الإسراء : 12 ؟ قلت : لأن حالهما بمجموعهما آية واحدة وهي ولادتها إياه من غير فحل