وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لأن الشرط وقع ماضيا أي : لو تظاهروا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وحسن نظمه وتأليفه وفيهم العرب العاربة أرباب البيان لعجزوا عن الإتيان بمثله والعجب من النوابت ومن زعمهم أن القرآن قديم مع اعترافهم بأنه معجز وإنما يكون العجز حيث تكون القدرة فيقال : الله قادر على خلق الأجسام والعباد عاجزون عنه . وأما المحال الذي لا مجال فيه للقدرة ولا مدخل لها فيه كثاني القديم فلا يقال للفاعل . قد عجز عنه ولا هو معجز ولو قيل ذلك لجاز وصف الله بالعجز . لأنه لا يوصف بالقدرة على المحال إلا أن يكابروا فيقولوا هو قادر على المحال فإن رأس مالهم المكابرة وقلب الحقائق .
" ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا " .
" ولقد صرفنا " رددنا وكررنا " من كل مثل " من كل معنى هو كالمثل في غرابته وحسنه . والكفور : الجحود . فإن قلت : كيف جاز " فأبى أكثر الناس إلا كفورا " ولم يجز ضربت إلا زيدا ؟ قلت : لأن أبى متأول بالنفي كأنه قيل : فلم يرضوا إلا كفورا .
" وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من خزف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا " .
لما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليه المعجزات الأخر والبينات ولزمتهم الحجة وغلبوا أخذوا يتعللون باقتراح الآيات : فعل المبهوت المحجوج المتعثر في أذيال الحيرة فقالوا : لن نؤمن لك حتى... وحتى " تفجر " تفتح . وقرئ تفجر بالتخفيف " من الأرض " يعنون أرض مكة " ينبوعا " عينا غزيرة من شأنها أن تنبع بالماء لا تقطع : يفعول من نبع الماء كيعبوب من عب الماء " كما زعمت " يعنون قول الله تعالى " إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء " سبأ : 9 ، وقرئ : كسفا بسكون السين جمع كسفة كسدرة وسدر وبفتحه " قبيلا " كفيلا بما تقول شاهدا بصحته . والمعنى : أو تأتي بالله قبيلا وبالملائكة قبيلا كقوله : .
......كنت منه ووالدي ... بريا............ .
فإني وقيار بها لغريب .
أو مقابلا كالعشير بمعنى المعاشر ونحوه " لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا " الفرقان : 21 ، أو جماعة حالا من الملائكة " من زخرف " من ذهب " في السماء " في معارج السماء فحذف المضاف . يقال : رقى في السلم وفي الدرجة " لن نؤمن لرقيك " ولن نؤمن لأجل رقيك " حتى تنزل علينا كتابا " من السماء فيه تصديقك . عن ابن عباس Bهما : قال عبد الله بن أبي أمية : لن نؤمن لك حتى تتخذ إلى السماء سلما . ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها ثم تأتي معك بصك منشور معه أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول . وما كانوا يقصدون بهذه الاقتراحات إلا العناد واللجاج ولو جاءتهم كل آية لقالوا : هذا سحر كما قال عز رجل " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس " الأنعام : 7 ، " ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون " الحجر : 14 ، وحين أنكروا الآية الباقية التي هي القرآن وسائر الآيات وليست بدون ما اقترحوه بل هي أعظم لم يكن إلى تبصرتهم سبيل " قل سبحان ربي " وقرئ : قال سبحان ربي أي قال الرسول . وسبحان ربي تعجب من اقتراحاتهم عليه " هل كنت إلا " رسولا كسائر الرسل " بشرا " مثلهم وكان الرسل لا يأتون قومهم إلا بما يظهره الله عليهم من الآيات فليس أمر الآيات إلي إنما هو إلى الله فما بالكم تتخيرونها علي .
" وما منع الناس أن يؤمنوا أن جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "