وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وإذا أنعمنا على الإنسان " بالصحة والسعة " اعرضتم " عن ذكر الله كأنه مستغن عنه مستبد بنفسه " ونأى بجانبه " تأكيد للإعراض : لأن الإعراض عن الشيء أن يوليه عرض وجهه . والنأي بالجانب : أن يلوي عنه عطفه ويوليه ظهره وأراد الاستكبار لأن ذلك من عادة المستكبرين " وإذا مسه الضر " من فقر أو مرض أو نازلة من النوازل " كان يؤسا " شديد اليأس من روح الله " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " وقرئ " وناء بجانبه " بتقديم اللام على العين كقوله راء في رأى ويجوز أن يكون من ناء بمعنى نهض " قل كل " أحد " يعمل على شاكلته " أي على مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة من قولهم طريق ذو شواكل وهي الطرق التي تتشعب منه والدليل عليه قوله : " فربكم اعلم بمن هو أهتدى سبيلا " أي أسد مذهبا وطريقة .
" يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " .
الأكثر على أنه الروح الذي في الحيوان . سألوه عن حقيقته فأخبر أنه من أمر الله أي مما استأثر بعلمه . وعن عبد الله بن بريدة : لقد مضى النبي A وما يعلم الروح . وقيل : هو خلق عظيم روحاني أعظم من الملك . وقيل : جبريل عليه السلام . وقيل : القرآن و " من أمر ربي " أي من وحيه وكلامه ليس من كلام البشر .
بعثت اليهود إلى قريش أن سلوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنبي وإن أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نبي فبين لهم القصتين وأبهم أمر الروح وهو مبهم في التوراة فندموا على سؤالهم . " وما أوتيتم " الخطاب عام .
وروي أن رسول الله A لما قال لهم ذلك قالوا : نحن مختصون بهذا الخطاب أم أنت معنا فيه ؟ فقال : بل نحن وأنتم لم نؤت من العلم إلا قليلا فقالوا : ما أعجب شأنك : ساعة تقول " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " البقرة : 269 ، وساعة تقول هذا فنزلت : " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام " لقمان : 27 ، وليس ما قالوه بلازم لأن القلة والكثرة تدوران مع الإضافة فيوصف الشيء بالقلة مضافا إلى ما فوقه وبالكثرة مضافا إلى ما تحته فالحكمة التي أوتيها العبد خير كثير في نفسها إلا أنها إذا أضيفت إلى علم الله فهي قليلة . وقيل : هو خطاب لليهود خاصة لأنهم قالوا للنبي A : قد أوتينا التوراة وفيها الحكمة وقد تلوت " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " البقرة : 269 ، فقيل لهم : إن علم التوراة قليل في جنب علم الله .
" ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا " .
" لنذهبن " جواب قسم محذوف مع نيابته عن جزاء الشرط . واللام الداخلة على إن موطئة للقسم . والمعنى : إن شئنا ذهبنا بالقرآن ومحوناه عن الصدور والمصاحف فلم نترك له أثرا وبقيت كما كنت لا تدري ما الكتاب " ثم لا تجد لك " بعد الذهاب " به " من يتوكل علينا باسترداده وإعادته محفوظا مستورا " إلا رحمة من ربك " إلا أن يرحمك ربك فيرده عليك كأن رحمته تتوكل عليه بالرد أو يكون على الاستثناء المنقطع بمعنى : ولكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به وهذا امتنان من الله تعالى ببقاء القرآن محفوظا بعد المنة العظيمة في تنزيله وتحفيظه فعلى كل ذي علم أن لا يغفل عن هاتين المنتين والقيام بشكرهما وهما منة الله عليه بحفظ العلم ورسوخه في صدره ومنته عليه في بقاء المحفوظ . وعن ابن مسعود : إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة وليصلين قوم ولا دين لهم وإن هذا القرآن تصبحون يوما وما فيكم منه شيء . فقال رجل : كيف ذلك وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم ؟ فقال : يسري عليه ليلا فيصبح الناس منه فقراء ترفع المصاحف وينزع ما في القلوب .
" قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " " لا يأتون " جواب قسم محذوف ولولا اللام الموطئة لجاز أن يكون جوابا للشرط كقوله : .
يقول لا غائب ما لي ولا حرم