وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" الورع " ما أوجس من الخيفة . حين نكر أضيافه . والمعنى : أنه لما اطمأن قلبه بعد الخوف وملئ سرورا بسبب البشرى بدل الغم فرغ للمجادلة فإن قلت : أين جواب لما ؟ قلت : هو محذوف كما حذف قوله : " فلما ذهبوا به وأجمعوا " يوسف : 15 ، وقوله : " يجادلنا " كلام مستأنف دال على الجواب . وتقديره : اجترأ على خطابنا أو فطن لمجادلتنا أو قال : كيت وكيت : ثم ابتدأ فقال : " يجادلنا في قوم لوط " وقيل في " يجادلنا " : هو جواب لما وإنما جيء به مضارعا لحكاية الحال : وقيل إن لما ترد المضارع إلى معنى الماضي كما ترد إن الماضي إلى معنى الاستقبال وقيل : معناه أخذ يجادلنا وأقبل يجادلنا . والمعنى : يجادل رسلنا . ومجادلته إياهم أنهم قالوا : " إنا مهلكوا أهل هذه القرية " العنكبوت : 31 ، فقال : أرأيتم لو كان فيها خمسون رجلا من المؤمنين أتهلكونها ؟ قالوا : لا قال : فأربعون ؟ قالوا : لا قال : فثلاثون ؟ قالوا : لا حتى بلغ القصرة . قالوا : لا . قال : أرأيتم إن كان فيها رجل واحد مسلم أتهلكونها ؟ قالوا : لا فعند ذلك قال : " إن فيها لوطا " العنكبوت : 32 ، " قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله " العنكبوت : 32 ، " في قوم لوط " في معناهم . وعن ابن عباس : قالوا له : إن كان فيها خمسة يصلون رفع عنهم العذاب . وعن قتادة : ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير . وقيل : كان فيها أربعة آلاف ألف إنسان " إن إبراهيم لحليم " غير عجول على كل من أساء إليه " أواه " كثير التأوه من الذنوب " منيب " تائب راجع إلى الله بما يحب ويرضى . وهذه الصفات دالة على رقة القلب والرأفة والرحمة فبين أن ذلك مما حمله على المجادلة فيهم رجاء أن يرفع عنهم العذاب . ويمهلوا لعلهم يحدثون التوبة والإنابة كما حمله على الاستغفار لأبيه .
" يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود " .
" يا إبراهيم " على إرادة القول : أي قالت له الملائكة " أعرض عن هذا " الجدال وإن كانت الرحمة ديدنك فلا فائدة فيه " إنه قد جاء أمر ربك " وهو قضاؤه وحكمه الذي لا يصدر إلا عن صواب وحكمة والعذاب نازل بالقوم لا محالة لا مرد له بجدال ولا دعاء ولا غير ذلك .
" ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب " .
كانت مساءة لوط وضيق ذرعه لأنه حسب أنهم إنس فخاف عليهم خبث قومه وأن يعجز عن مقاومتهم ومدافعتهم . روي أن الله تعالى قال لهم : لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات فلما مشى معهم منطلقا بهم إلى منزله قال لهم : أما بلغكم أمر هذه القرية ؟ قالوا : وما أمرهم ؟ قال : أشهد بالله إنها لشر قرية في الأرض عملا يقول ذلك أربع مرات فدخلوا معه منزله ولم يعلم بذلك أحد فخرجت امرأته فأخبرت بهم قومها . يقال : يوم عصيب وعصوصب إذا كان شديدا من قولك : عصبه إذا شده .
" وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد "