وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها " قيل : هذا تمثيل لأثر الذكر في القلوب وأنه يحييها كما يحيي الغيث الأرض .
" إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم . " " المصدقين " المتصدقين . وقرئ : على الأصل " والمصدقين " . من صدق وهم الذين صدقوا الله ورسوله يعني المؤمنين . فإن قلت : علام عطف قوله " وأقرضوا " ؟ قلت : على معنى الفعل في المصدقين ؛ لأن اللام بمعنى الذين واسم الفاعل بمعنى أصدقوا كأنه قيل : إن الذين أصدقوا وأقرضوا . والقرض الحسن : أن يتصدق من الطيب عن طيبة النفس وصحة النية على المستحق للصدقة . وقرئ : " يضعف " ويضاعف بكسر العين أي : يضاعف الله .
" والذين أمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بأياتنا أولئك أصحاب الجحيم . " يريد أن المؤمنين بالله ورسله هم عند الله بمنزلة الصديقين والشهداء ؛ وهم الذي سبقوا إلى التصديق واستشهدوا في سبيل الله " لهم أجرهم ونورهم " أي : مثل أجر الصديقين والشهداء ومثل نورهم . فإن قلت : كيف يسوى بينهم في الأجر ولا بد من التفاوت ؟ قلت : المعنى أن الله يعطي المؤمنين أجرهم ويضاعفه لهم بفضل حتى يساوى أجرهم مع إضعافه أجر أولئك . ويجوز أن يكون " والشهداء " مبتدأ و " لهم أجرهم " خبره .
" اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الأخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور . " أراد أن الدنيا ليست إلا محقرات من الأمور وهي اللعب واللهو والزينة والتفاخر والتكاثر . وأما الآخرة فما هي إلا أمور عظام وهي : العذاب الشديد والمغفرة ورضوان الله . وشبه حال الدنيا وسرعة تقضيها مع قلة جدواها بنبات أنبته الغيث فاستوى واكتهل وأعجب به الكفار الجاحدون لنعمة الله فيما رزقهم من الغيث والنبات فبعث عليه العاهة فهاج واصفر وصار حطاما عقوبة لهم على جحودهم كما فعل بأصحاب الجنة وصاحب الجنتين . وقيل : " الكفار " الزراع . وقرئ : " مصفارا " .
" سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين أمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . " " سابقوا " سارعوا مسارعة المسابقين لأقرانهم في المضمار إلى جنة " عرضها كعرض السماء والأرض " قال السدي : كعرض سبع السموات وسبع الأرضين وذكر العرض دون الطول ؛ لأن كل ماله عرض وطول فإن عرضه أقل من طوله فإذا وصف عرضه بالبسطة عرف أن طوله أبسط وأمد . ويجوز أن يراد بالعرض : البسطة كقوله تعالى : " فذو دعاء عريض " فصلت : 51 لما حقر الدنيا وصغر أمرها وعظم أمر الآخرة : بعث عباده على المسارعة إلى نيل ما وعد من ذلك : وهي المغفرة المنجية من العذاب الشديد والفوز بدخول الجنة " ذلك " الموعود من المغفرة والجنة " فضل الله " عطاؤه " يؤتيه من يشاء " وهم المؤمنون .
" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور . الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد . "