وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يريد : جاءني بحجاج لم أقدر أن أورد عليه ما أرده به . وأراد بالخطاب : مخاطبة المحاج المجادل أو أراد : خطبت المرأة وخطبها هو فخاطبني خطابا أي غالبني في الخطبة فغلبني حيث زوجها دوني . وقرىء : " وعازني " من المعازة وهي المغالبة . وقرأ أبو حيوة : " وعزني " بتخفيف الزاي طلبا للخفة وهو تخفيف غريب وكأنه قاسه على نحو : ظلت ومست . فإن قلت : ما معنى ذكر النعاج ؟ قلت : كأن تحاكمهم في نفسه تمثيلا وكلامهم تمثيلا لأن التمثيل أبلغ في التوبيخ لما ذكرنا وللتنبيه على أنه أمر يستحيا من كشفه فيكنى عنه كما يكنى عما يستسمج الإفصاح به وللستر على داود عليه السلام والاحتفاظ بحرمته . ووجه التمثيل فيه أن مثلت قصة أوريا مع داود بقصة رجل له نعجة واحدة ولخليطه تسع وتسعون فأراد صاحبه تتمة المائة فطمع في نعجة خليطه وأراده على الخروج من ملكها إليه وحاجه في ذلك محاجة حريص على بلوغ مراده والدليل عليه قوله : " وإن كثيرا من الخلطاء " ص : 24 ، وإنما خص هذه القصة لما فيها من الرمز إلى الغرض بذكر النعجة . فإن قلت : إنما تستقيم طريقة التمثيل إذا فسرت الخطاب بالجدال فإن فسرته بالمفاعلة من الخطبة لم يستقم . قلت : الوجه مع هذا التفسير أن أجعل النعجه استعارة عن المرأة كما استعاروا لها الشاة في نحو قوله : .
ياشاة ماقنص لمن حلت له .
فرميت غفلة عينيه عن شاته .
وشبهها بالنعجة من قال : .
كنعاج الملا تعسفن رملا .
لولا أن الخلطاء تأباه إلا أن يضرب داود الخلطاء ابتداء مثلا لهم ولقصتهم . فإن قلت : الملائكة عليهم السلام كيف صح منهم أن يخبروا عن أنفسهم بما لم يتلبسوا منه بقليل ولا كثير ولا هو من شأنهم ؟ قلت : هو تصوير للمسألة وفرض لها فصوروها في أنفسهم وكانوا في صورة الأناسي كما تقول في تصوير المسائل : زيد له أربعون شاة وعمرو له أربعون وأنت تشير إليهما فخلطاها وحال عليها الحول كم يجب فيها ؟ وما لزيد وعمرو سبد ولا لبد وتقول أيضا في تصويرها : لي أربعون شاة ولك أربعون فخلطناها . ومالكما من الأربعين أربعة ولا ربعها . فإن قلت : ما وجه قراءة ابن مسعود : " ولي نعجة أنثى " ؟ قلت : يقال لك امرأة أنثى للحسناء الجميلة . والمعنى : وصفها بالعراقة في لين الأنوثة وفتورها وذلك أملح لها وأزيد في تكسرها وتثنيها . ألا ترى إلى وصفهم لها بالكسول والمكسال . وقوله : .
فتور القيام قطيع الكلام .
وقوله : .
تمشي رويدا تكاد تنغرف .
" لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين ءامنوا وعملوا الصلحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب " " لقد ظلمك " جواب قسم محذوف . وفي ذلك استنكار لفعل خليطه وتهجين لطمعه . والسؤال : مصدر مضاف إلى المفعول كقوله تعالى : " من دعاء الخير " فصلت : 49 ، وقد ضمن معنى الإضافة فعدى تعديتها كأنه قيل بإضافة " نعجتك إلى نعاجه " على وجه السؤال والطلب . فإن قلت : كيف سارع إلى تصديق أحد الخصمين حتى ظلم الآخر قبل استماع كلامه . قلت : ما قال ذلك إلا بعد اعتراف صاحبه ولكنه لم يحك في القرآن لأنه معلوم . ويروى أنه قال : أنا أريد أن اخذها منه وأكمل نعاجي مائة فقال داود : إن رمت ذلك ضربنا منك هذا وهذا وأشار إلى طرف الأنف والجبهة فقال : يا داود أنت أحق أن يضرب منك هذا وهذا وأنت فعلت كيت وكيت ثم نظر داود فلم ير أحدا فعرف ما وقع فيه و " الخلطاء " الشركاء الذين خلطوا أموالهم الواحد : خليط وهي الخلطة وقد غلبت في الماشية والشافعي C يعتبرها فإذا كان الرجلان خليطين في ماشية بينهما غير مقسومة أو لكل واحد منهما ماشية على حدة إلا أن مراحهما ومسقاهما وموضع حلبهما والراعي والكلب واحد والفحولة مختلطة : فهما يزكيان زكاة الواحدة فان كان لهما أربعون شاة فعليهما شاة . وإن كانوا ثلاثة ولهم مائة وعشرون لكل واحد أربعون فعليهم واحدة كما لو كانت لواحد