وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ألا ترى إلى الحكماء كيف أوصوا في سياسة الولد إذا وجدت منه هنة منكرة بأن يعرض له بإنكارها عليه ولا يصرح . وأن تحكى له حكاية ملاحظة لحاله إذا تأملها استسمج حال صاحب الحكاية فاستمسج حال نفسه وذلك أزجر له لأنه ينصب ذلك مثالا لحاله ومقياسا لشأنه فيتصور قبح ما وجد منه بصورة مكشوفة مع أنه أصون لما بين الوالد والولد من حجاب الحشمة . فإن قلت : فلم كان ذلك على وجه التحاكم إليه ؟ قلت : ليحكم بما حكم به من قوله : " لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه " ص : 24 ، حتى يكون محجوجا بحكمه ومعترفا على نفسه بظلمه " وهل أتك نبؤا الخصم " ظاهره الاستفهام . ومعناه الدلالة على أنه من الأنباء العجيبة التي حقها أن تشيع ولا تخفى على أحد والتشويق إلى استماعه والخصم : الخصماء وهو يقع على الواحد والجمع كالضيف . قال الله تعالى : " حديث ضيف إبرهيم المكرمين " الذاريات : 124 . لأنه مصدر في أصله تقول : خصمه خصما كما تقول : ضافه ضيفا . فإن قلت : هذا جمع . وقوله : خصمان تثنية فكيف استقام ذلك ؟ قلت : معنى خصمان : فريقان خصمان والدليل عليه قراءة من قرأ : خصمان بغى بعضهم على بعض ونحوه قوله تعالى : " هذا خصمان اختصموا في ربهم " الحج : 19 . فإن قلت : فما تصنع بقوله : " إن هذا أخي " ص : 23 ، وهو دليل على اثنين ؟ قلت : هذا قول البعض المراد قوله بعضنا على بعض . فإن قلت : فقد جاء في الرواية أنه بعث إليه ملكان . قلت : معناه أن التحاكم كان بين ملكين ولا يمنع ذلك أن يصحبهما آخرون . فإن قلت : فإذا كان التحاكم بين اثنين كيف سماهم جميعا خصما في قوله : " نبؤا الخصم " و " خصمان " ؟ قلت : لما كان صحب كل واحد من المتحاكمين في صورة الخصم صحت التسمية به . إن قلت : بم انتصب إذ ؟ قلت : لا يخلو إما أن ينتصب بأتاك أو بالنبأ أو بمحذوف فلا يسوغ انتصابه بأتاك ؟ لأن إتيان النبأ رسول الله A لا يقع إلا في عهده لا في عهد داود ولا بالنبأ لأن النبأ الواقع في عهد داود لا يصح إتيانه رسول الله A . وإن أردت بالنبأ : القصة في نفسها لم يكن ناصبا فبقي أن ينتصب بمحذوف وتقديره : وهل أتاك نبأ تحاكم الخصم . ويجوز أن ينتصب بالخصم لما فيه من معنى الفعل . وأما إذ الثانية فبدل من الأولى " تسوروا المحراب " تصعدوا سوره ونزلوا إليه . والسور : الحائط المرتفع ونظيره في الأبنية : تسنمه إذا علا سنامه وتذراه : إذا علا فروته . روى : أن الله تعالى بعث إليه ملكين في صورة إنسانين فطلبا أن يدخلا عليه فوجداه في يوم عبادته فمنعهما الحرس فتسورا عليه المحراب فلم يشعر إلآ وهما بين يديه جالسان " ففزع منهم " قال ابن عباس : إن داود عليه السلام جزأ زمانه أربعة أجزاء : يوما للعبادة ويوما للقضاء ويوما للاشتغال بخواص أموره ويوما يجمع بني إسرائيل فيعظهم ويبكيهم فجاءوه في غير يوم القضاء ففزع منهم ولأنهم نزلوا عليه من فوق وفي يوم الاحتجاب والحرس حوله لا يتركون من يدخل عليه " خصمان " خبر مبتدأ محذوف أي : نحن خصمان " ولا تشطط " ولا تجر .
وقرىء : " ولا تشطط " أي : ولا تبعد عن الحق . وقرىء : " ولا تشطط " ولا تشاطط وكلها في معنى الشطط : وهو مجاوزة الحد وتخطي الحق . و " سواء الصرط " وسطه ومحجته ضربه مثلا لعين الحق ومحضه . " إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة وحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب " " أخي " بدل من هذا أو خبر ل " إن " والمراد أخوة الدين وأخوة الصداقة والألفة وأخوة الشركة والخلطة لقوله تعالى : " وان كثيرا من الخلطاء " ص : 24 ، كل واحدة من هذه الأخوات تدلي بحق مانع من الاعتداء والظلم . وقرىء : " تسع وتسعون " بفتح التاء . ونعجة بكسر النون وهذا من اختلاف اللغات نحو نطع ونطع ولقوة ولقوة " أكفلنيها " ملكنيها . وحقيقته : اجعلني أكفلها كما أكفل ما تحت يدي " وعزنني " وغلبني . يقال : عزه يعزه . قال .
قطاة عزها شرك فباتت ... يجاذبه وقد علق الجناح