وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

على ذلك لأنه أن لم يقتض حمل الظلم على أعظم أفراده وهو الشرك فلا أقل من أنه يقتضي حمله على ما يدخل ذلك فيه دخولا أوليا والظاهر أن جملة قضى مستأنفة وجوز أن تكون معطوفة على جملة رأوا فتكون داخلةفي حيز لما ألا إن لله ما في السموات والأرض أي إن له سبحانه لا لغيره تعالى ما وجد في هذه الأجرام العظيمة داخلا في حقيقتها أو خارجاعنها متمكنا فيها وكلمة ما لتغليب غير العقلاء على العقلاء وهو تذليل لما سبق وتأكيد وإستدلال عليه بأن يملك جميع الكائنات ولهالتصرف فيها قادر على ما ذكر وقيل : إنه متصل بقوله سبحانه : ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به كأنه بيان لعقدهم ما يفتدون به وعدم ملكهم شيئا حيث أفاد أن جميع ما في السموات والأرض ملكه لا ملك لأحد فيه سواه جل وعلا وليس بشيء وإن ذكره بعض الأجلة وإقتصر عليه الا أن وعد الله أي جميع ما وعد به كائنا ما كان فيندرج فيه العذاب الذي إستعجلوه وماذكر في أثناء بيان حاله إندراجا أوليا فالمصدر بمعنى إسم المفعول ويجوز أن يكون باقيا على معناه المصدري أي وعده سبحانه بجميع ما ذكر حق أي ثابت واقع لا محالة أو مطابق للواقع والظاهر أن حمل الوعد على العموم بحيث يندرج فيه العذاب المذكور والعقاب للعصاة أو الوعد بهما يستدعي إعتبار التغليب في الكلام وبعضهم حمل الوعد على ما وعد به صلى الله تعالى عليه وسلم من نصره وعقاب من لم يتبعه وقال : إن إعتبار التغليب توهم وليس بالتعين وإظهار الإسم الجليل مضمونها لتفخيم شأن الوعد والإشعار بعلة الحكم وتصدير الجملتين بحرفي التنبيه والتحقيق للتسجيل على تحقق مضمونها المقرر لمضمون ما سلف من الآيات الكريمة والتنبيه على وجوب إستحضاره والمحافظة عليه .
وذكر الإمام في توجيه ذكر أداة التنبيه في الجملة الأولى أن أهل هذاالعالم مشغولون بالنظر إلى الأسباب الظاهرة فيضيفون الأشياء إلى ملاكها الظاهرة المجازية ويقولون مثلا الدار لزيد والغلام لعمرو والسلطنة للخليفة والتصرف للوزير فكانوا مستغرقين في نوم الجهل والغفلة حيث يظنون صحة تلك الإضافات فلذلك زادهم سبحانه بقوله عن إسمه : ألا إن لله إلخ وإستناد جميع ذلك إليه جل شأنه بالملوكية لم ثبت من وجوب وجوده لذاته سبحانه وأن جميع ما سواه ممكن لذاته وأنالممكن لذاته مستند إلى الواجب لذاته إما إبتداء أو بواسطة وذلك يقتضي أن الكل مملوك له تعالى والكلام في ذكر الأداة في الجملةالثانية على هذا النمط لا يخلو عن تكلف والحق ما أشرنا إليه في وجه التصدير ووجه إتصال هذه الجملة بما تقدم ظاهر مما قررنا وللطبرسي في توجيه ذلك كلام ليس بشيء ولكن أكثرهم لسوء إستعدادتهم وقصورعقولهم وإستيلاء الغفلة عليهم لا يعلمون 55 فيقولون ما يقولون ويفعلون ما يفعلون هو يحي ويميت في الدنيا من غير دخل لأحد في ذلك وهذا على ما يفهم من كلام البعض إستدلال على البعث والنشور على معنى أنه تعالى يفعل الإحياء والإماتة في الدنيا فهو قادر عليهما في العقبى لأن القادر لذاته لا تزول قدرته والمادة القابلة بالذات للحياة والموت قابلة لهما أبدا ولا يخفى أن ذكر القدرة إستطرادي لا دخل له في الإستدلال على ذلك والظاهر عندى أنه كالذي قبله تذييل لما سبق وإليه ترجعون 56 في الآخرة بالبعث والحشر ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمومنين 57 إلتفات ورجوع إلى