وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أبوأبو بكر بن قومك عن بعضهم أن استوى بمعنى علا ولا يراد بذلك العلو بالمسافة والتحيز والكون في المكان متمكنا فيه ولكن يراد معنى يصح نسبته اليه سبحانه وهو على هذا من صفات الذات وكلمة ثم تعلقت بالمستوى عليه لا بالاستواء أو أنها للتفاوت في الرتبة وهو قول متين .
وأنت تعلم أن المشهور من مذهب السلف في مثل ذلك تفويض المراد منه الى الله تعالى فهم يقولون : استوى على العرش على الوجه الذي عناه سبحانه منزها عن الاستقرار والتمكن وأن تفسير الاستواء بالاستيلاء تفسير مرذول إذ القائل به لا يسعه أن يقول كاستيلائنا بل لابد أن يقول : هو استيلاء لائق به D فليقل من أول الأمر هو استواء لائق به جل وعلا .
وقد اختار ذلك السادة الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم وهو أعلم وأسلم وأحكم خلافا لبعضهم ولعل لنا عودة إلى هذا البحث ان شاء الله تعالى يغشى الليل النهار أي يغطي سبحانه النهار بالليل ولما كان المغطي يجتمع من المغطى وجودا وذلك لا يتصور هنا قالوا : المعنى يلبسه مكانه فيصير الجو مظلما بعد ما كان مضيئا فيكون التجوز في الاسناد باسناد مالمكان الشيء اليه ومكانه هو الجو على معنى أنه مكان للضوء الذي هو لازمه لا أنه مكان لنفس النهار لأن الزمان لا مكان له وجوز أن يكون هناك استعارة بأن يجعل غشيان مكان النهار واظلامه بمنزلة غشيانه للنهار نفسه فكأنه لف عليه لف الغشاء أو يشبه تغييبه له بطريانه عليه بستر اللباس للملابسة وجوز أن يكون المعنى يغطي سبحانه الليل بالنهار .
ورجح الوجه الاول بان التغشية بمعنى الستر وهي أنسب بالليل من النهار وبأنه يلزم على الثاني أن يكون الليل مفعولا ثانيا والنهار مفعولا أولا وقد ذكر أبو حيان أن المفعولين إذا تعدى اليهما فعل وأحدهما فاعل من حيث المعنى يلزم أن يكون هو الاول منهما عندهم كما لزم ذلك في ملكت زيدا عمرا ورتبة التقديم هي الموضحة لأنه الفاعل معنى كما لزم ذلك في ضرب موسى عيسى بخلاف أعطيت زيدا درهما فان تعين المفعول الأول لايتوقف على التقديم ورجح القثاني بان حميد بن قيس قرأ يغشى الليل النهار بفتح الياء ونصب الليل ورفع النهار ويلزم عليها أن يكون الطالب النهار والليل ملحق به وتوافق القراءتين أولى من تخالفهما .
وبأن قوله تعالى : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار يعلم منه على ما قال المرزوقي أن الليل قبل النهار لأن المسلوخ منه يكون قبل المسلوخ فالنهار بالادراك أولى وبأن قوله سبحانه : يطلبه حثيثا أي محمولا على السرعة ففعيل بمعنى مفعول أوفق بهذا الوجه فان هذا الطلب من النهار أظهر وقد قالوا : إن ضوء النهار هو الهاجم على ظلمة الليل وأنشد بعضهم : كأنا وضوء الصبح يستعجل الدجى نطير غرابا ذا قوادم جون ولبعض المتأخرين من أبيات : وكأن الشرق باب للدجى ماله خوف هجوم الصبح فتح وحديث ان التغشية أنسب بالليل قيل مسلم لو كان المراد بالتغشية حقيقتها لكن ليس المراد ذلك بل المراد اللحوق والادراك وهذا أنسب بالنهار كما علمت والقاعدة المذكورة لا تخلوا عن كلام على أنه لا يبعد على ما نقرر أن يكون الكلام من قبيل أعطيت زيدا درهما والقول بأن معنى الآية أنه سبحانه يجعل الليل أغشى