وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ماقال ثم أن هذا إن كان مع نفي اللوازم فالأمر فيه هين وإن كان مع القول بها والعياذ بالله تعالى فهو ضلال وأي ضلال وجهل وأي جهل بالملك المتعال وما أعرف ما قاله بعض العارفين الذين كانوا من تيار المعارف غارفين على لسان حال العرش موجها الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ليلة المعراج حين أشرقت شمسه E في الملأ الأعلى فتضاءل معها كل نور وسراج كما نقله الامام القسطلاني معرضا بضلال مثل أهل المذهب الثاني ولفظه مع حذف ولما انتهى A إلى العرش تمسك بأذياله وناداه بلسان حاله يا محمد أنت في صفاء وقتك آمنا من مقتك إلى أن قال : يا محمد أنت المرسل رحمة للعالمين ولابد لي من نصيب من هذه الرحمة ونصيبي يا حبيبي أن تشهد بالبراءة مما نسبه أهل الزور إلي وتقوله أهل الغرور علي وزعموا أني أوسع من لا مثل له وأحيط بمن لا كيفية له يا محمد من لا حد لذاته ولا عد لصفاته كيف يكون مفتقرا إلي ومحمولا علي إذا كان الرحمن أسمه والاستواء صفته وصفته متصلة بذاته كيف يتصل بي أو ينفصل عني يا محمد وعزته لست بالقريب منه وصلا ولا بالبعيد عنه فصلا ولا بالمطيق له حملا أوجدني منه رحمة وفضلا ولو محقني لكان حقا منه وعدلا يا محمد أنا محمول قدرته ومعمول حكمته أه وذهب المعتزلة وجماعة من المتكلمين إلى أن العرش على معناه واستوى يمعنى استولى واحتجوا عليه بقوله : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق وخص العرش بالاخبار عنه بالاستيلاء عليه لأنه أعظم المخلوقات ورد هذا المذهب بأن العرب لا تعرف استوى بمعنى استولى وإنما يقال استولى فلان على كذا إذا لم في ملكه واستولى عليه والله تعالى لم يزل مالكا للأشياء كلها ومستوليا عليها ونسب ذلك للاشعرية وبالغ أبن القيم في ردهم ثم قال : إن لام الأشعرية كنون اليهودية وهو ليس من الدين القيم عندي وذهب الفراء واختاره القاضي الى أن المعنى ثم قصد الى خلق العرش ويبعده تعدي الاستواء بعلى وفيه قول بأن خلق العرش بعد خلق السموات والأرض وهو كما ترى وذهب القفال إلى أن المراد نفاذ القدرة وجريان المشيئة واستقامة الملك لكنه أخرج ذلك على الوجه الذي ألفه الناس من ملوكهم واستقر في قلوبهم وقيل : ويدل على صحة ذلك قوله سبحانه في سورة يونس : ثم استوى على العرش يدبر الأمر فان يدبر الأمر جرى مجرى التفسير لقوله استوى على العرش وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى وذكر أن القفال بفسر العرش بالملك ويقول ما يقول واعترض بأن الله تعالى لم يزل مستقيم الملك مستويا عليه قبل خلق السموات والأرض وهذا يقتضي أنه سبحانه لم يكن كذلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وأجيب بأن الله تعالى كان قبل خلق السموات والارض مالكها لكن لا يصح أن يقال : شبع زيد الا بعد أكله الطعام فاذا فسر العرش بالملك صح أن يقال إنه تعالى إنما استوى ملكه بعد خلق السموات والارض ومنهم من يجعل الاسناد مجازيا ويقدر فاعلا في الكلام أي استوى أمره ولا يضر حذف الفاعل إذا قام ما أضيف اليه مقامه وعلى هذا لا يكون الاستواء صفة له تعالى وليس بشيء ومن فسره بالاستيلاء أرجعه إلى صفة القدرة .
ونقل البيهقي عن أبي الحسن الأشعري أن الله تعالى فعل في العرش فعلا سماه استواء كما فعل في غيره فعلا سماه رزقا ونعمة وغيرهما من أفعاله سبحانه لأن ثم للتراخي انما يكون في الافعال وحكى الاستاذ