وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفى جريان الاحصان الشرعى الموجب للرجم فى الكافر ماهو مذكور فى الفروع ولعل هذا عند من يشترط الإسلام كالإمام أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه كان على اعتبار شريعة موسى عليه الصلاة السلام أو كان قبل نزول الجزية فليتدبر ومن يرد الله فتنته أى عذابه كما روى الحسن وقتادة واختاره الجبائى وأبو مسلم أو إهلاكه كما روى عن السدى والضحاك أو خزيه وفضيحته بإظهار ماينطوى عليه كما نقل عن الزجاج أو اختياره بما يبتليه به من القيام بحدوده فيدفع ذلك ويحرفه كما قيل وليس بشىء والمراد العموم ويندرج فيه المذكورون اندراجا أوليا وعدم التصريح بكونهم كذلك للإشعار بظهوره واستغنائه عن الذكر فلن تملك له فلن تستطيع من الله شيئا فى دفع تلك الفتنة والفاء جوابية من الله متعلق بتملك أو بمحذوف وقع حالا من شيئا لأنه صفته فى الأصل أى شيئا كائنا من لطف الله تعالى أو بدل الله عز اسمه شيئا مفعول به لتملك وجوز بعض المعربين أن يكون مفعولا مطلقا والجملة مستأنفة مقررة لما قبلها أو مبينة لعدم إنفكاك أولئك عن القبائح المذكورة أبدا أولئك أى المذكورون من المنافقين واليهود ما فى اسم الإشارة من معنى البعد لما مرت الاشارة إليه مرارا وهو مبتدأ خبره قوله سبحانه : الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم من رجس الكفر وخبث الضلالة والجملة استنئنافية مبنية لكون إرادته تعالى لفتنتهم منوطة بسوء اختيارهم المقتضى لها لا واقعة منه سبحانه ابتداءا وفيها كالتى قبلها على أحد التفاسير دليل على فساد قول المعتزلة : إن الشرور ليست بإرادة الله تعالى وإنما هى من العباد وقول بعضهم : إن المراد لم يرد تطهير قلوبهم من الغموم بالذم والاستخفاف والعقاب أو لم يرد أن يطهرها من الكفر بالحكم عليها بأنها بريئة منه ممدوحة بالإيمان كما قال البلخى لايقدم عليه من له أدنى ذوق بأساليب الكلام .
ومن العجيب أن الزمخشرى لما رأى ماذكر مذهبه قال : معنى من يرد الله فتنته من يرد تركه مفتونا وخذلانه فلن تملك له من الله شيئا فلن تستطيع له من لطف الله تعالى وتوفيقه شيئا ومعنى لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لم يرد أن يمنحهم ألطافه مايطهر به قلوبهم لأنهم ليسوا من أهلها لعلمه أن ذلك لاينجع فيهم ولاينفع انتهى .
وقد تعقبه ابن المنير بقوله : كم يتلجلج والحق أبلج وهذه الآية كما تراها منطبقة على عقيدة أهل السنة فى أن الله تعالى أراد الفتنة من المفتونين ولم يرد أن يطهر قلوبهم من دنس الفتنة ووضر الكفر لا كما تزعم المعتزلة من أن الله تعالى ماأراد الفتنة من أحد وأراد من كل أحد الإيمان وطهارة القلب وأن الواقع من الفتن على خلاف إرادته سبحانه وأن غير الواقع من طهارة قلوب الكفار مراد ولكن لم يقع فحسبهم هذه الآية وأمثالها لو أراد الله تعالى أن يطهر قلوبهم من وضر البدع أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها وما أشنع صرف الزمخشرى هذه الآية عن ظاهرها بقوله : لم يرد الله تعالى أن يمنحهم ألطافه لعلمه أن ألطافه لاتنجع تعالى الله سبحانه عما يقول الظالمون وإذا لم تنجع ألطاف الله تعالى ولم تنفع فلطف من ينفع ! وإرادة من تنجع ! وليس وراء الله للعبد مطمع .
انتهى وتفصيهم عن ذلك عسير لهم فى الدنيا خزى أما المنافقون فخذيهم فضيحتهم وهتك سترهم بظهور نفاقهم بين المسلمين وازدياد غمهم بمزيد انتشار الاسلام وقوة شوكته وعلو كلمته وأما خزى اليهود فالذل والجزية والافتضاح بظهور كذبهم فى كتمان نص التوراة وإجلاء بنى النضير من ديارهم وتنكير خزى للتفخيم وهو مبتدأ و لهم خبره و فى الدنيا متعلق بما تعلق