مسؤول اكاديمي هندي : أسباب وعوامل نجاح الأمة الاسلامية ان تكون موحّدة ومتجانسة

مسؤول اكاديمي هندي : أسباب وعوامل نجاح الأمة الاسلامية ان تكون موحّدة ومتجانسة

قال مدیر آکادمية الفقه بمدينة نيودلهي، المفتي "احمد نادر قاسمي" : إنّ من أسباب وعوامل النجاح في حياتنا وحياة جميع المسلمين أن تكون الأمة موحّدة ومتجانسة. یجب أن تكون الأمة متحدة مع بعضها البعض دائماً. بقدرما تكون شعوب الأمة الإسلامية متحدة ومتفاهمة بالحب والأخلاق والأخوة الإسلامية، فإن دينهم وإسلامهم سيكونان قويين بنفس الدرجة وستسود القيم الإسلامية في العالم. بما أننا قلنا دائماً أن دين الإسلام هو دين الأخوّة والأخلاق والإنسانية والحياة السلمية ودين الفطرة، لذلك فإن العالم كله اليوم يسعى من أجل الإنسانية ودين البشرية هذا.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، اضاف المفتي "قاسمي" : ان من بین جميع المؤسسات والمنظمات التي تسعى إلى تحقيق الوحدة بين المسلمين وتؤكد على أن المسلمين يجب أن يعيشوا حياة سلمية مقرونةً بالأمن والسلام، أكبرها وأهمها في هذا الميدان، هو مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وبين، انه "لطالما بذل مجمع التقريب جهوداً في كل بقاع العالم وأينما يكون المسلمون، وفي الوقت الراهن قد ابتعدوا عن بعضهم البعض على أساس الاختلافات الطائفية والمسلكية واختلاف الأجيال، فمن الضروري الآن والإسلام آخذٌ بالصعود ويتم تقديمه كدين وحضارة ونظامُ أمنٍ للحياة، أن يلعب المسلمون دورهم في تقديم هذا الدين كنظام حياةٍ سلمية. یجب على سلطات الدول ذات الطابع الديني والعلماء وأئمة المساجد وكل من يناضل من أجل الإنسانية وتطبيق الدين في الحياة أن يشمّروا عن سواعدهم ويعرّفوا الإسلام كنظام سلمي وحضارة يمكن أن تهبَ السلام للعالم".

وقال الباحث الاسلامي الهندي : لكل فرقة ومذهب أصولٌ وفروع، وإذا يبقوا على فروعهم ومعتقداتهم، فعليهم على الأقل أن يتحدوا معاً على أساس الأصول الإسلامية المشتركة بين الجميع وأن يعيشوا حياة موحدة على أساس هذه الأصول المشتركة بين الجميع. من هذه الأصول المشتركة شخص رسول الله (ص) الكريم وكذلك القرآن المجيد والكعبة والفرائض والواجبات الدينية. يجب أن أقول إنّ أصولنا الأساسية واحدة. أي أن الجميع متحدون في مبادئ الإيمان، وعليهم على الأقل أن يتحدوا على أساس مبادئ الإيمان هذه وأن يدَعوا جانباً الاختلافات الفرعية والمسلكية.

واردف : لا تكنّوا الضغائن ولا تتآمروا على بعضكم البعض، وإذا كنتم جميعاً إخوة في الدين وتؤمنون بكلمة التوحيد، إذاً (كونوا عباد الله إخوانا) كونوا جميعاً إخوةً في الدين. كل المسلمين إخوة في الدين، وهذا الأساس الذي قدّمه لنا رسول الله (ص) لا يوجد في أي مجتمع بشري. لا توجد مبادئ وأسس في أي مجتمع بهذه الشفافية والوضوح كتلك التي وهبها الله للمسلمين من أجل الوحدة.

وتابع مدیر آکادمية الفقه بمدينة نيودلهي : إذا كانت لدينا ضغائن ضد إخواننا من المسلمين الآخرين، فعلينا أن نزيلها من قلوبنا. كلّاً من السنة والشيعة. ما لم نزيل بذور الكراهية والحسد من قلوبنا، فلن تتحقق الوحدة. احترموا معتقدات وطقوس بعضكم البعض بشرط ألا تتعارض مع كتاب الله وسنة رسول الله (ص). و يجب أن نُظهِرَ الوحدة في الأمور التي يمكننا أن نجلس فيها معاً ونستطيع أن نتحدَ بها.

وفي الختام، قدم المفتي قاسمي شكره الى "أولئك الذين يبذلون الجهود في هذا الشأن وخاصةً مسؤولي مجمع تقريب المذاهب الإسلامية والقائمين عليه أينما كانوا سواءً في إيران أو الهند أو في أماكن أخرى على ما قاموا به من جهودٍ على أساس الدين والمذهب"؛ سائلا الله تعالى أن يتقبل جهودهم ويمنحهم الراحة واليُسر في عملهم، وأن يوحّدَ قلوب الأمة الإسلامية ويقرّبها من بعضها.