عضو مجلس خبراء القيادة : يجب على علماء المسلمين أن يدخلوا في نقاشات ومناظرات وفق الاسس الاخلاقية

عضو مجلس خبراء القيادة : يجب على علماء المسلمين أن يدخلوا في نقاشات ومناظرات وفق الاسس الاخلاقية

قال عضو مجلس خبراء القيادة في ايران "آیة الله احمد بروایي ریك" : إن الخلافات والنزاعات والشجار والصراع يسبب البغضاء والعداوة؛ مؤكدا بان المتوقع من علماء المجتمع الإسلامي هو أن يدخلوا في نقاشات ومناظرات وفق الأسس الأخلاقية.


جاء ذلك في مقال "آیة الله بروایي ریك" خلال الاجتماع الافتراضي لموتمر الوحدة الاسلامية الـ 37 الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه"، برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في طهران، خلال افترة من 28 سبتمبر الى 3 اكتوبر 2023م.

وافادت "تنـا" ان نص هذا المقال، جاء كالتالي :

بسم الله الرحمن الرحیم
أعزائي الحضور والحاضرين في هذا المؤتمر ، أبدي تحياتي واحترامي ، وأتمنى أن يوفقنا الله تعالى جميعا نحو المزيد والمزيد حتى نتمكن من الاستمرار في الطريق المضيء للنبي وآل الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وذلك في ظل الإسلام وفي ظل القرآن للوصول الى الوحدة والاستقامة والتماسك الذي أوصى به القرآن.«واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا» وعسى أن تكون لنا حياة مليئة بالتوفيق بإذن اللهز

حسنا ، من الأمور التي وردت في نصوصنا الدينية ، ومنها آيات القرآن الكريم وأحاديث المعصومين عليهم السلام ، ومنها ما تم الاشارة اليه منالعناية والاهتمام الخاصين لهذه المسألة في نصوصنا الدينية، وهي مسألة الجدال والنزاعات.

حسنا ، حتى في كتبنا الفقهية ، هناك أحكام تتعلق بالنزاعات والجدال ، وإن وفقنا الله سنذكرها بإيجاز وإختصار. النقطة الأولى التي يجب أن أذكرها هنا هي:
معنى كلمة "جدال '' ، حسنا،"جدال '' مأخوذ من " الجدل '' أو "المجادلة '' ، والأصح أن "المجادلة '' هي مصدر باب المفاعلة ، يمكننا أن نفترض أن الجدال هو المصدر الفرعي للمفاعلة، في الواقع ، نفترضأنها نقاش بين الأطراف المختلفة.

الجدال او الصراع هو في الواقع نقاش یقوم على الخلاف والسيطرة على الآخر، حتى في بعض كتب القاموس ، يُطلق على المصارعة وضرب الآخر أيضا الصراع، وربما يكون لهذا المعنى أيضا تناسب مع نفس المعنى الشهير للجدال ، لأنه عندما يكون هناك شخصان يقفان في مقابل بعضهما البعض، ويبدءان في الجدال ، فكل طرف يريد في الواقع التغلب على الآخر.

حسنًا ، إذا أردنا تحليل هذا الصراع والجدال ، فأعتقد أن له جانبا إيجابيا وجانبا سلبيا ، إذا كان الصراع والحوار بين الأطراف للحق، أو للإرشاد ، أو للهداية ، أو للدفاع عن الدين و القيم القرآنية، من أجل إحياء قيم الإسلام ، فإن مثل هذا النقاش والجدال أقرته الشريعة الإسلامية ، وتوافق عليه نصوصنا الدينية ، وتقره الشريعة الإسلامية.

عكس الجدال والصراع الإيجابي وهذا البعد الإيجابي للنزاع ، هناك الجدال والصراع السلبي ، حسنا ، "تحديد الأضداد" عندما يكون الصراع من أجل الحق ، فإنه يصبح صراعا إيجابيا ، حيث يكون الصراع من أجل تدمير الآخرين ، فهو للتعبير عن الذات ، هو للدفاع عن الباطل ، يصبح الصراع ، والصراع السلبي محظور وتعاقب عليه الشريعة الاسلامية، والجدال الإيجابي حضعليه القرآن الكريم «ادع الی سبیل ربک بالحکمه و الموعظه الحسنه و جادلهم بالتی هی احسن»ز

من الأمور التي ينصح بها الدين أنه عندما يكون لدينا أخ متدين أو عندما نريد أن نجادل الآخرين ، فإن حجتنا تكون أفضل حجة، أو في مكان آخر في الجدال مع أهل الكتاب، يقول القرآن: «و لا تجادلوا اهل الکتاب الا بالتی هی احسن» أي أنه حتى عندما نتجادل مع أهل الكتاب ، فإننا في النهاية سنتعارض مع معتقداتهم الخاطئة، واجبنا عندما نجري معهم نقاش ، أو نتجادل معهم، واذا افترضنا أننا اختلافنا، فيجب أن يكون ذلك بطريقة لا تنتهك قيمنا ، بحيث أنه من واجب البشر ألا ينتهكوا تلك المبادئ الأخلاقية.

خلاصة هذا الحديث أن الخلافات والنزاعات والشجار والصراع تسبب البغضاء والعداوة ، وأحيانا تدفع الإنسان إلى الباطل ولكي لا يظهر بمظهر الضعيف أمام الاخرين،  ، ولا سيما أن علماء المجتمع الإسلامي يتوقع منهم أن يدخلوا في نقاشات ومناظرات وفق الأصول الأخلاقية ، خاصة إذا كان هناك اختلاف في الرأي في موضوع ما ؛ لماذا؟ لأن العلماء هم المعيار الذهبي والنموجي في المجتمع ، لذلك ينظر أهل المجتمع إلى خواص المجتمع على أنهم علماء.

ليس هناك فرض للرأي في الجدال الأحسن ، فإذا كان لدينا نقاش فإننا نعبر عن رأينا بطريقة منطقية بحجة عقلانية شرعية أو مبدئية وحجة يدعمها المنطق، ونأمل في يقتنع الطرف الآخر بواسطةالاسلوب والطريق الصحيح، ويمنع الالتفات إلى الغرور واثبات الذات في الجدال وفرضها على الاخرين.

طبعا من وجهة نظر الفقه إذا أردنا أن نفرق ونقسم النزاع والخلاف والصراع والجدال، فإننا نستطيع أن نفعل ذلك ، فلدينا جدال واجب وجدال حرام.

  الخلافات المحرمة ، كالجدال في الإعتكاف ، والجدال في الإحرام ، أو الجدال من أجل تغيير الحق، عندنا هذا الجدال، هو جدال محرم، وايضا لدينا الجدال المستحب، وهناك ايضا الجدال المكروه ولدينا الجدال المباح ، وهذه أمور واضحة.

أرجو أن يوفقنا الله تعالى الى معرفة كل كلمة من كلمات القرآن ، وأن يوفقنا الجدال الأحسن ، أشكركم كل الشكر على الاستماع إلى كلامي المتواضع والناقص. أتمنى التوفيق للحضور الكرام والمستمعين الأعزاء. وأخيراً دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام علیکم و رحمه الله و برکاته.