المؤتمر الدولي السادس والثلاثون للوحدة الإسلامية
باحث فلسطيني يشرح الفرق بين اختلاف الآراء و النزاع والخصومة
قدم الباحث الفلسطيني الشيخ هشام عبد الرزاق شرحا حول الفرق بين اختلاف آراء الناس من ناحيه و النزاع و الخصومة بينهم من ناحية اخرى.
وقال خلال كلمة له في المؤتمر الدولي السادس و الثلاثين للوحدة الاسلامية ان تفاوت آراء الناس أمر طبيعي ولايمكن تجنبه ولا يمكن أن يأمر الله عزوجل أن تتوحد آراء كل الناس في كل شيء لأن هذا أمر محال وعلى هذا الأساس ينبغي أن لا ننزعج على تفاوت آراء الناس لكن النزاع والخصومة أمر يمكن تجنبه على الأقل على المستوى الفردي والبشرية مأمورة بمعالجة أسبابه.
وقال ان كل الأنبياء والأولياء لو اجتمعوا في زمان واحد ومكان واحد قد يتفاوتون في بعض آرائهم ووجهات نظرهم لكن لا يمكن أن ينجر هذا التفاوت إلى النزاع والخصومة والاختلاف، لأن مناشئ تفاوت آراء الناس تختلف عن مناشئ النزاع والاختلاف.
وأشار الشيخ عبد الرزاق في هذا المجال الى وجهة نظر موسى (ع) عندما رجع إلى قومه غضبان ورآهم يعبدون العجل ، فهذه الرؤية متفاوتة مع وجهة نظر هارون (ع). كان موسى سلام الله عليه يتوقع من هارون (ع) أن يستخدم الشدة والغلظة مع بني إسرائيل لكن عندما استمع إلى مبررات هارون (ع) وخشيته من استخدام الشدة على أساس أنها قد تؤدي إلى تفريق وتمزيق بني إسرائيل في حروب أهلية داخلية مدمرة هنا هدأ غضب موسى (ع).
وأعرب عن اعتقاده بان وجهات النظر المتفاوتة إن لم يصاحبها أمراض قلبية من أي طرف، إما أن تنتهي إلى أن يغير أحد الطرفين قناعته وذلك عندما يطلع على المعلومات المتوفرة عند الطرف الآخر ويقتنع بطريقة تحليله لها أو تنتهي إلى أن يسير كل طرف في طريقه الخاص دون أن يصطدم بالآخر.
و أضاف الباحث الفلسطيني ان مناشئ تفاوت آراء الناس قد ترتبط بأسباب موضوعية مثل كمية ونوعية المعلومات الواردة لدى كل طرف أو ترتبط بأسباب ذاتية مثل الفروق الفردية في مستوى الذكاء والقدرة على تحليل تلك المعلومات ، أما مناشئ النزاع والخصومة والاختلاف فإنها ترتبط بشكل مباشر بالهوى والأمراض القلبية كالأنانية والاستكبار والغرور والحسد وإلى آخره من الأمراض.
وقال ان الأنبياء (سلام الله عليهم) معصومون ومبرءون من كل الذنوب والمعاصي النابعة من الأمراض القلبية لكن ليس كل الأنبياء والأولياء مطلعين على الغيب كله بدرجة واحدة.
وعن التفاوت في الرأي بين موسى (ع) من جهة وهارون والعبد الصالح من جهة أخرى رأى الشيخ عبد الرزاق انه يختلف تماما عن الاختلاف القائم بين موسى (س) وفرعون، لأن هذا الاختلاف منشؤه استكبار وأنانية فرعون، إنه ليس مجرد تفاوت في وجهات النظر بسبب عوامل موضوعية أو ذاتية وإنما اختلاف ناشئ عن هوى الذات.
وتوصل الباحث الفلسطيني الى نتيجة مهمة وهي أنك إذا رأيت تفاوتا في وجهات النظر فلا تخف من ذلك ولا تقلق لأن التفاوت في الآراء إن اقتصر على ذلك وإن ظل في إطار تفاوت الآراء هو أمر طبيعي ولا يبعث على القلق لكن إذا إنجر هذا التفاوت إلى النزاع والاختلاف فهذا يكشف أن أحد الطرفين على الأقل قد امتزج رأيه بالأمراض القلبية وصار هذا التفاوت في الرأي مجرد ذريعة لتفريغ تلك الأمراض القلبية في الخارج .