الندوة الرابعة والثلاثين التحليلية لوكالة انباء التقريب :

العصبية العمياء اكبر تحدي امام وحدة المسلمين

العصبية العمياء اكبر تحدي امام وحدة المسلمين

العصبية والاحتقان الطائفي "المذهبي والعرقي" ، يعتبر اكبر حاجز امام تواصل وتعارف المسلمين على بعضهم وخاصة على افكارهم ومعتقداتهم الفئوية ، ويهيئ الارضية للاراء والتصورات الخاطئة على بعضهم الاخر، وبالتالي يؤدي الى اكبر عقبة امام ائتلاف واتحاد الشعوب المسلمة .


في الندوة الرابعة والثلاثين للتحليل السياسي والديني والتاريخي لاهم قضايا العالم الاسلامي ، والتي تعقدها وكالة انباء التقريب "تنا" بحضور بعض المختصين في الشأن السياسي والديني والاجتماعي لهذا الاسبوع ، جرى الحديث حول اهم محاور المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية ، حضره كل من "حامد رستمي نجف ابادي" عضو الهيئة العلمية لقسم الفقه والحقوق ومسؤول تعبئة اساتذة جامعة المذاهب الاسلامية و "ميثم محمدي" الطالي الجامعي مستوى الدكتوراه فرع الفقه والحقوق الاسلامية في جامعة المذاهب الاسلامية .    

موضوع الاتحاد بين المسلمين ، حسب ما يراه رستمي نجف ابادي ، يعتبر من المواضيع المركزية والاساسية وذات الاهتمام الرئيسي لدى علماء الدين والمفكرين الاسلاميين وخاصة قائد الثورة الاسلامية ، عادا هذا الموضوع استراتيجي وليس تكتيكي ، مشيرا الى اهمية تجنب اثارة الاختلافات والتفرقة لكي يقف المسلمون صفاً واحداً امام اطماع الاعداء والدفاع عن حقوقهم المسلوبة .

واضاف هذا الاستاذ الجامعي الى ان المقصود من وحدة المسلمين هو الموقف الموحد الاسلامي تجاه القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الى جانب التزام واحتفاظ كل مذهب بعقائده وارائه المذهبية ، وهذا يعني ، حسب ما جاء في كلام استاذ الحقوق لجامعة المذاهب الاسلامية ، ان مسؤولية المسلمين في عصرنا الحالي هو اتحاد مواقفهم تجاه العدو المشترك اي الاستكبار العالمي والصهيونية .  

واكد ان موضوع الوحدة الاسلامية ليس امرا تكتيكياً ومرحلياً وانما ضرورة استراتيجية يجب الاهتمام به كأمر بنيوي واساسي من قبل جميع الطوائف الاسلامية .

واشار رستمي نجف ابادي الى اهمية التواصل والتعارف بين الطوائف المختلفة للمسلمين لانه يجنب العصبية العمياء وخلق التصورات الخاطئة لاراء ومعتقدات الطوائف الاخرى ، مبيناً انه من الضروري ان تبقى الاختلافات الفقهية والعقدية بين المذاهب الاسلامية على مستوى العلماء واصحاب الاختصاص وان لا تنزل الى الشارع لانه يشدد الاحتقان الطائفي ، الامر الذي يستغله العدو لاثارة النزاعات بين المسلمين .
  
ويرى الاكاديمي في جامعة المذاهب الاسلامية ، ان شخصية الرسول الاعظم (ص) وسيرته المباركة يعتبر افضل نموذج وحلقة وصل تجتمع حوله جميع الطوائف الاسلامية بمختلف مذاهبها واعراقها .

وعن المشروع التكفيري والجماعات التي صنعها الاستكبار في عصرنا الحالي ، يرى رستمي نجف ابادي الى ان افضل اسلوب وطريقة لمواجهة هذا المشروع الاستعماري وافشاله هو المواجهة الفكرية من خلال طرح الادلة والبراهين للاجابة على الشبهات والشكوك التي تطرحها هذه الفرق الضالة ، لان الحركة التكفيرية الضالة ليست حديثة على الاسلام والعالم الاسلامي ، فقد ظهرت منذ تأسيس الدولة الاسلامية بعناوين مختلفة ، واليوم ظهرت باسم القاعدة وداعش .  

وشدد هذا الاستاذ الجامعي على ضرورة ان يقوم علماء المذاهب الاسلامية بتدوين مجموعة فقهية تجمع اراءهم المختلفة خاصة المشتركات في الاحكام الفقهية والعقائدية ، وذلك للتخفيف من الاحتقان الطائفي والتفرد الفئوي .

واوضح رستمي نجف ابادي ان المقصود من دبلوماسية الوحدة الاسلامية هوتعزيز التواصل والتعامل وتبادل الخبرات والمكاسب بين الشعوب المسلمة ، لان الهدف الاساسي من طرح هذا العنوان هو الغاء كل اشكال الاختلاف والنزاع والحروب الدموية بين المسلمين والتأكيد على التآلف والمحبة والتعاون بين الطوائف المختلفة ، الامر الذي يؤدي الى تهميش الفرق الضّالة والتكفيرية .