رئيس جامعة الاديان والمذاهب في قم المقسة :

يجب أن نقطع اشواطا كبيرة في الصعيدين النظري والعملي لتتشكل الوحدة

يجب أن نقطع اشواطا كبيرة في الصعيدين النظري والعملي لتتشكل الوحدة

قال رئيس جامعة الاديان والمذاهب في قم المقسة "حجت الاسلام الدکتور سید ابوالحسن نواب" : يجب علينا نحن المسلمون أن نقطع اشواطا كبيرة في الصعيدين النظري والعملي لكي تتشكل الوحدة فيما بيننا ولكي يتسنى لنا التأكيد على القيم المشتركة ونتمكن من متابعة تعاوننا الإسلامي بواسطة هذه القيم.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه "حجة الاسلام نواب" شكره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه"؛ 

نص مقال "حجة الاسلام نواب" خلال الاجتماع الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الـ 37، جاء على الشكل التالي :  

بسم الله الرحمن الرجيم
أشكر الله على توفيقه أنني سأكون متحدثاً أمام الأعزاء الأفاضل في المؤتمرالدولي السابع والثلاثين للوحدة الإسلامية وأعتذر منهم مسبقاً عن تحملهم لهذا، على أي حال نحن نبذل الجهود مئات المرات الأخرى ونعدّ الجلسات لنصل إلى نتيجة مشتركة، يجب أن نقطع طرقاً مختلفة في البعدين النظري والعملي لتتشكل الوحدة ولكي يتسنى لنا التأكيد على القيم المشتركة ونتمكن من متابعة تعاوننا الإسلامي بالقيم المشتركة.
على أي حال لدينا الآن نماذج كثيرة في العالم، يجب أن نستفيد من هذه النماذج الموجودة في العالم وأن نقوم بإجراء بعضها مثلاً مصرف مشترك، مركز ثقافي مشترك، مصرف تنمية إسلامي بصفة مصرف مشترك لعالم الإسلام ومنظمة آيسسكو بصفة مؤسسة ثقافية مشتركة بين العالم الإسلامي، ارسيكا بصفة مركز فني مشترك بين العالم الإسلامي، على مستوى جامعات العالم الإسلامي. إحدى متطلبات اليوم سوق اقتصادية مشتركة وإزالة التعرفات الجمركية بين الدول الإسلامية وترويج التبادل التجاري فيما بينها وهذا الأمر يجب أن يتم العمل عليه بسرعة بصفته قيمة مشتركة وميدان للنشاط المشترك وأن تتبلور قوانينه وتكون التجارة بين الدول الإسلامية من دون تعرفات.
وبخصوص القضايا النظرية، أعتقد أنه من الواجب أن تُبذل الجهود في مؤتمر جدة الفقهي من أجل أن تتقارب الموازين والوجهات الفقهية من بعضها البعض بين المذاهب الإسلامية وتتقارب الرؤى المشتركة في الاجتهاد الإسلامي من بعضها البعض لنتمكن من التقارب من بعضنا في القضايا الفقهية، لكن الأمر الهام ما يقوله الشعر الفارسي «مئة خطاب ليست كنصف عمل» يجب أن نفعّل عملنا المشترك.
لقد أشرتُ في بداية كلامي إلى القضايا النظرية والعملية، القضايا النظرية لها مكانها وأهميتها على مستوى الجامعات والحوزات العلمية وعلى مستوى مؤتمر جدة الفقهي ويجب أن يكون لنا تعاون علمي وثقافي وجامعي على مستويات مختلفة، من جهة أخرى إنّ العمل المشترك والتعاون المشترك بين الدول الإسلامية يمكن أن يكون ممهّداً للطريق، لكن الآن ليس لدينا إطلاع عن إمكانيات بعضنا، إذا يكون لدينا إطلاع عن إمكانيات بعضنا وننمي التعاون داخل المجتمع الإسلامي والبلدان الإسلامية من الناحية الاقتصادية، نستطيع الوصول إلى تعاون جدي ويمكن أن يستمر هذا التعاون في المجالات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، الرياضية وأيضاً التعاون في مجال النساء والشباب، حسناً الحمد لله إن علاقات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ( الـ 5 دقائق الأولى) بالسعودية متقاربة وإن شاء الله يتحقق التعاون الاقتصادي ويتم تنشيطه ويتسنى لنا متابعة أعمالنا على هذا الصعيد.
إنّ الاقتصاد الآن هو القاسم المشترك بين جميع بلدان العالم، إنّ العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية بين الدول ستكون مستقرة ومتينة عندما يتحقق بينها تعاون اقتصادي، لأنه عندما يكون هناك تعاون اقتصادي بين البلدان، سوف تزداد المعرفة لدى الناس وسوف ينتقل التبادل الاقتصادي إلى التفاعل في شتى المجالات وستُمهّد الأرضيات لكي يتمكن الإنسان أن يُنجز الأعمال المشتركة في تلك المجالات.
أنا بصفتي من الحوزة سأضرب مثالاً وسأنهي كلامي هنا، المجال الذي أقترحه لكي يُعمل عليه في العالم الإسلامي، أن يتم التحرك لإزالة الأميّة من العالم الإسلامي، يجب أن نركّز قدراتنا وجهودنا على هذا، مثلاً نتخذ برنامجاً فنترك من أعمارهم فوق الخمسين أو السبعين إذا كانوا أميّين لكن من عمرهم أقل من الخمسين لهم الأولوية، قبل عشر سنوات، قبل العشرين عام، قبل أو بعد الثلاثين، قبل أو بعد الأربعين، قبل الخمسين على خمسة أولويات، لكن لا ندع ولداً من العالم الإسلامي تحت العشر سنوات يُحرم من المدرسة. حسناً هذه المساعي تتطلب تعاوناً من مصرف التنمية الإسلامي، يجب أن تتعاون البلدان الإسلامية معاً، يجب أن يتعاون الجامعيون والعلماء لكي لا تتشكل الأمية في العالم الإسلامي.
طبعاً الحمد لله رب العالمين إنّ الوضع في الدول الإسلامية مثل مصر، تركيا، إيران، باكستان والسعودية ليس سيئاً من حيث التعليم الابتدائي للأولاد، لكن يجب أن يجري الاهتمام في نطاق الدول الإفريقية والدول الإسلامية الفقيرة، أنا ليس عندي إطلاع دقيق عن بنغلادش، يجب أن تُبذل الجهود في هذه البلدان لكي لا تضاف الأميّة إلى عائلات مليار وثمانمئة مليون مسلم. أنا أعتبر أن هذا التعاون الإسلامي هو للوصول إلى القيم المشتركة وإحداها إزالة الأميّة من العالم الإسلامي وأؤكد أيضاً أننا نستطيع أن نبدأ بهذا العمل ونستفيد إن شاء الله من الخطوات التي خطتها الدول الإسلامية بطروحات جديدة ونتمكن من جعل هذا الأمر يصل إلى نتيجة. أسأل الله الخير والتوفيق للقائمين على المؤتمر الدولي السابع والثلاثين للوحدة الإسلامية راجياً إياه العون والمدد بأن يتمكن مجمع تقريب المذاهب الإسلامية من النجاح في تنفيذ أهدافه أكثر مما مضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته