حجة الاسلام الدكتور بورعلي : الاختلاف أمر طبيعي وفق آيات القرآن والروايات

حجة الاسلام الدكتور بورعلي : الاختلاف أمر طبيعي وفق آيات القرآن والروايات

اعتبر الباحث والاستاذ الاكاديمي، مدير مكتب التقريب بين المذاهب في جامعة ازاد الاسلامية بمدينة ارومية (شمال غرب ايران)، "حجة الاسلام الدكتور وحيد بورعلي" أن الإختلاف بحسب آيات القرآن والروايات التي وصلتنا من الأئمة (ع)، أمر طبيعي في هذا العالم، أي أن أساس العالم يقوم على الاختلافات.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه " الدكتور وحيد بورعلي " شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".

وبيّن مدير مكتب التقريب بين المذاهب في جامعة ازاد الاسلامية بمدينة ارومية، اقسام آداب الاختلاف وقال : ان أول أدب في الاختلاف وآداب الاختلاف أن نقبل أن الاختلاف هو شيء أراده الله تعالى، ففي الآيات المباركة يقول الله تعالى، «یا أیها الناس إنا خلقناکم من ذکر و انثی و جعلناکم شعوبا و قبائل لتعارفو ان اکرمکم عندالله اتقاکم» ويضيف ان الله تعالى لا يخاطب المؤمنين أو المسلمين فقط، فالآية تخاطب «أيها الناس» أي أنها تخاطب جميع الناس سواء مؤمنين أو غير مؤمنين، مسلمين أو غير مسلمين، « انا خلقناکم من ذکر و انثی» أي خلقناکم من إمرأة ورجل واحد وجعلناكم شعوبا وقبائل وأعراق مختلفة، وهذه الأعراق المختلفة والشعوب، علامة للتعرف على الناس «لتعارفو» وبعدها على الفور يقول تعالى : «ان اکرمکم عندالله اتقاکم» فإن أول آداب الاختلاف هو أن أقبل أن الخلاف في هذا العالم يجب أن يُطلق عليه اختلاف أو تفاوت، والتفاوت في هذا العالم هو إرادة الله سبحانه وتعالى، واحد خلقه رجل، واخرى خلقها إمرأة، والآخر خلقه فارسي، والآخر خلقه تركي.

ويضيف الدكتور علي بور ان الأدب الثاني هو أننا لا يجب أن نسمح لهذا الاختلاف أن يؤدي إلى الانقسام أو الصراع، سيصبح هذا الاختلاف سيئاً عندما يؤدي إلى الانقسام والصراع. وهناك أدب آخر من آداب المحادثة وآداب الاختلاف وهو اللا تعصب. أحد أسباب عدم وصول المناقشات والاختلافات إلى نتيجة، التعصب هو أن حق الطرف الآخر أو الطرف الذي يتحدث، أنا أعتبر بنفسي الحق المطلق أمامه. لذلك فإن الادب في المناقشة والاختلاف هي أن أفرق بين الشخص وآرائه، وإذا أردت أن أنتقد، فعلي أن أنتقد رأيه وليس الشخص نفسه.

واردف الاستاذ الاكاديمي، ان الأدب التالي في الاختلاف هو ان نضع جانبًا الحب والكراهية، أحيانًا الحب والكراهية التي نمتلكها تجاه شخص، تجاه اعتقاد، تجاه قوم، تجاه دين معين، تحجب عنا الحقائق وتبعدنا عن الحقيقة.

ولفت ايضا، بان الأدب التالي في آداب الاختلاف هو تجنب النقد المتبادل، والأدب الاخر هو استخدام الكلمات اللينة في الاختلافات والمحادثات، فنرى، عندما أمر الله تعالى النبي موسى بالذهاب والتحدث مع فرعون، كانت هذه أحدى أوامره، «اذهبا الی فرعون انه طغی فقولا له قولا لینا».

وختم حجة الاسلام بورعلي كلمته قائلا : ان من آداب الاختلاف، هو أن يسعى الانسان دائمًا إلى البحث عن الحقيقة، والغرض من الاختلافات، والمحادثات هو أن يبحث الانسان عن الحقيقة ويصل إلى الحق والحقيقة.